دين الله ويرشدهم إلى غير أحكام الله، فأراد صرف قلوبهم عنه فهو أشد ضلالة من النواصب والخوارج.
ويكفي في شناعة هذا الاعتقاد وضلالته وكفر صاحبه ما ملأت العامة به كتبهم ودساتيرهم وشحنوا به دفاترهم وطواميرهم أو يعتقد أنه يدعوهم إلى الحق المبين ومع ذلك أراد صرفهم عنه فهو من الملحدين بآيات الله والصادين عن سبيل الله أو يكون شاكا في ذلك فكذلك وعلى كل حال لا يخرج من كونه صادا عن دين الله على جميع التقادير الثلاثة، إذ المدار في الصد على نفس الأمر، دون الاعتقاد فيصير مصداقا لقوله تعالى (الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا) (1).
ولمثل هذا ولظاهره حكم الإمام - عليه السلام - بأنه من الصادين، على ما رواه ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني في جامعه الكافي عن سدير، قال: سمعت أبو جعفر - عليه السلام - وهو داخل، وأنا خارج وأخذ بيدي ثم استقبل القبلة فقال: يا سدير إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار، فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) (2).
ثم أومئ بيده إلى صدره، إلى ولايتنا، ثم قال: يا سدير أفأراك الصادين عن دين الله؟ ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان، وهم حلق في المسجد، هؤلاء الصادين عن دين الله بلا هدى من الله أو كتاب مبين (3).
ومما يقضى منه العجب أن بعضهم ذكر أن أبا حنيفة استشهد في طريق
صفحہ 64