ومنها: أنها تدل على أنه قصد بهذا الأمر الشنيع أن ينصرف وجوه الناس عن أبي عبد الله - عليه السلام - وينفضوا من حوله ويصير - عليه السلام - خفيفا في أعينهم منحط الشأن عندهم واضح الجهل لديهم.
فإن المنصور لما رأى افتنان الناس به وانهماكهم في حسن الإعتقاد به طلب من أبي حنيفة مسائل مشكلة ليصرف قلوب الناس عنه وبعث إليه أن الناس قد فتنوا بجعفر فهيأ له كذا فلخص له تلك المسائل وبعث بها إليه ثم شافهه - عليه السلام - بها.
وفيه من الوجوه الدلالة على ضلالته وكفره مالا يخفى وقد عرفت سابقا في الجملة حال إهانة الذرية العلوية بل يكفي في المقام أخبارهم المروية المتضمنة للذم واللوم على معاداة آحاد الناس وحسدهم وترك النصيحة لهم.
ومنها: أنها تدل على أنه اعتقد عجز الإمام عليه السلام عن أسئلته، وأنه يفحم بمسائل أعدها وهيأها مع قلة باعه في العلوم وعدم اشتغاله بمقدمات الفقه من العربية والنحو واعراضه عن الحديث، وغاية بعده عن الروايات وعدم معرفته بما يعرفه أجلاف الأعراب.
مع أن علومهم لدنية ومعارفهم ربانية، وهذه المعارضة نظير معارضة يحيى بن أكثم المأبون قاضي المأمون غير المأمون الذي هو من أفاضل قضاتهم وأعاظم ثقاتهم وأماثل هداتهم مع العسكري - عليه السلام - وقصده الزامه وافحامه كما يعلم من المراجعة إلى كتب الخاصة والعامة، وممن أوردها منهم ابن حجر المكي المتأخر المتعصب الباهت في الصواعق.
ومنها: أنها تدل على أنه من الصادين عن سبيل الله، إذ لا يخلو الأمر في الواقع من أن يكون معتقدا في حق الإمام 7 أنه يدعو الناس والعياذ بالله إلى غير
صفحہ 63