============================================================
"كتاب قوانين الدواوين" لم يكن أول شخص عظم شأنه فى دواوين الحكومة من بين آفراد آسرته ، إذ تجد آن جده آبا المليح الذى عاش بمصرفى العصر الفاطمى عمل فى خدمة الوزير بدر الجمالى والخليفة المستنصر حتى بلغ فى سلم الترق إلى وظيفة "مستوفى الديوان) وهى من الوظائف الرئيسية فى الدولة الفاطمية؛ وبعد موته تولى ابنه واسمه المهذب بن ابى المليح رياسة "ديوان الجيش) والدولة الفاطمية تحتضر فى وزارة آسد الدين شيركوه السنى المذهب، وفى عهده أسلم هو وأولاده لكى يفلت من التضييق الذى وقع على النصارى وقتئذ، ويحتفظ بمكانته السامية فى دواوين الحكومة؛ وآما ابنه وهو حفيد أبى المليح واسمه الاسعد فقد قضى الجزء الاول من حياته فى عصر الانتقال من الفاطميين للأيوبيين، وورث في بداية الأمر عن آييه وجده "ديوان الجيش" الذى احتفظ به فى عهد صلاح الدين الايوبى (589564ه/ 1169 1193م) وفى سلطنة ابنه العزيز عماد الدين عثمان (589 595ه/1193 1197م)، ويظهر مما ورد فى رواية ياقوت الرومى آنه أضيف إليه أيضا "ديوان المال) الذى يعتبر فى كل عصر من العصور أهم الدواوين والوزارات، ويلوح أنه ظل حتفظا بوزارته ودواوينه أيضا خلال سلطنة المنصور محمد (595 - 596 ه 119 1199م)، وشطر من سلطنة العادل سيف الدين آبى بكر (596- 12181199/615م)، ولكن كثرت عليه المؤامرات فى عهد هذا الآخير، وأودت بمر كزه وماله ، وأدت إلى هرو به فقيرا ذليلا إلى ماوراء الحدود المصرية فى الشام حيث قضى بقية أيامه بمدينة حلب ومات بها فى جمادى الآولى عام 606ه( نوفمبر سنة 1209م) وعمره إذ ذاك اثنتان وستون عاما.
ثانيا : يلاحظ أن الوزارة لم تشغل الأسعد عن الأدب والتأليف، ونظرة واحدة فى آسماء الكتب التى صنفها والتى ذكر أكبر عدد منها ياقوت الروى
صفحہ 59