كلام، فإذا انجذب ومال نصحه وعلمه بما يجب عليه لله تعالى، وما يترتب على عمله السيئ من عقوبات الله تعالى ، فذلك هو الإحسان في إنكار المنكر بعد إقامة حكم العدل فيه.
اعلم أن استعمال الأخلاق الحسنة وترك سفسافها من الأخلاق المذمومة باطنا وظاهرا ركن من أركان الدين، لا يتم الدين إلا به، منه عدل واجب، ومنه عدل إحسان فاضل.
ما العدل في ذلك فهو إزالة الأحقاد من القلوب، وتبديلها بالرحمة والمحبة، ومحبة حصول الحب لمن حقد عليه، وكذلك يطهر القلب من خبائث الأخلاق واجب، وهو من العدل الذي من أهمل حكمه ووقع فيه كان ظالما، فإنه استعمل أشياء في باطنه لا يحل له يكون ذلك ظالما، يستوجب بها مقت الله وغضبه، ويحبط عمله بذلك فيبطل سعيه وذلك مثل: الخبث والكبر، والرياء والحسد، العجب وسوء الظن، ونسيان الله تعالى، والغش وطلب العلو والرفعة والمنزلة، وحب الثناء والمحمدة، وسخط المقدور، والطمع والبخل وسوء الخلق والبطر، والتعظيم للأغنياء من أجل غناهم، والاستهانة بالفقراء من أجل فقرهم، والتنافس في الدنيا، والمباهاة، والإعراض عن الخلق استكبارا، ونسيان النعمة، وترك ذكر المنعم سبحانه، والعمى عن إحسانه ، وخروج الخشية من القلب ، وترك الانتصار للحق، والأمن من سلب ما أعطي، ومن المكر والخيانة والغش للمسلم، والتجبر وعز النفس واستحقار المؤمن، واستخفافه بحرمته، رؤية حقوقه على الناس، ورؤية فضله عليهم، ونسيان حقهم فضلهم.
صفحہ 95