وسعى الوسطاء بالهدنة بين الرجلين، فاستقر الأمر بينهما هونا ما، واستسرت
74
العداوة بعد إعلان، وإن لم يزل أتباع ابن طولون وجند إسحاق يتجاذبون الحبل على حدود الدولتين!
وفرغ الموفق من أمر صاحب الزنج في جمادى الأولى سنة 270 بعد حرب استمرت بضع عشرة سنة، كلها جراح ومغارم وتضحيات، فما انتهت حتى كانت خزائن الدولة صفرا
75
من المال، وحتى كان كل جندي من جند الدولة في حاجة إلى نومة عميقة في فراش دافئ لا يوقظه نفير الحرب.
ومات أحمد بن طولون في ذي القعدة من السنة نفسها، وقد خلف لولده دولة ثبتت أركانها على ثلاث دعائم: من حب الرعية، وقوة الجيش، والغنى بالمال.
وتقدم أبو الجيش «خمارويه» بن أحمد بن طولون إلى خازنه أن يحصي له ما خلف أبوه من المال؛ فقدم إليه الخازن حسابه:
عشرة آلاف ألف دينار (عشرة ملايين)، وسبعة آلاف مملوك، وبضعة عشر ألفا من الأفراس والجمال والبغال ودواب الحمل، وبضع مئات من المراكب الخاصة والعامة، وأربعة وعشرون ألف غلام، بينهم أربعة آلاف من السودان ذوي الأيد والنجدة، وعشرة آلاف بدرة مختومة،
76
نامعلوم صفحہ