وكان الخليفة قد أبعد في طريقه إلى مصر، وحط رحاله فيما بين الموصل والحديثة مريحا،
71
ينتظر متاعه وحشمه ومن وراءه من أهله وخاصته، وقد ضرب ابن طولون فساطيطه
72
وخيم بدمشق في انتظار مقدم الخليفة، وقد أوشك أن يتم له من تدبيره ما يؤمل ...
وأدركت خيل الموفق الخليفة، حيث حط رحاله فردته وأصحابه إلى سامرا، ووكل به قائد في خمسمائة رجل، يمنعون أن يدخل إليه أحد حيث أنزل من دار ابن الخصيب، فلا ينفذ إلى قصر من قصوره، ولا ينفذ إليه أحد من مواليه ...
وخلع الموفق على إسحاق بن كنداج ومن معه من القواد ولقبه وأحسن إليه، وعقد له على مصر
73
مكان أحمد بن طولون، وترك له أمر تأديبه وتقويض عرشه!
وتمزق القناع عما بين الرجلين من عداوة، ولكن الموفق لم يكن قد فرغ من حرب صاحب الزنج، فليس له طاقة بأن يحارب أحمد بن طولون حربا سافرة، وفي يد ابن طولون خزائن مصر، وتحت قدميه كنوز الفراعين ...
نامعلوم صفحہ