355

============================================================

القالون العلم ليتعلى به على الأقران، ويعظم به في مجالس السلطان، ويستميل به وجوه الرجال 0 والنسوان، أو نفس خسيسة، (يطلب به مجرد المعاش، والاستماثة [به]1 على خطوب الزمان، فهو كالأول، فير أن هذا لا يكاد يعلم لخفاء المقاصد، ولئن قام عليه سوء الظن، من كلمة تسمع، أو فعلة ترى، ليعارضنه حسن الظن من جهة إسلامه وإيماثه با لله تعالى، ومن جهة ما يرجى له من حسن الحال، ببركة تعاظي العلم، حتى يصلح منه ما فسد، ويكمل ما انتقص، فلا ينبغي أن يصرف مثل هذا عن العلم، اللهم إلا أن يظهر خبثه ظهورا بينا، فينبغي حينيذ صرفه وحده او مع غيره، إذ يخشى منه أن يفسد الرفقة كلها، فإنه شيطان، وهذا كله مع الإمكان، ولابد أن يكون الصرف في الوجهين بوجه لطيف جميل، فإن ذلك شاق على النفوس، فإنه ما مسن أحد إلا وهو يحسن الظن بنفسه، ويرى أنه أهل لكل ما يروم، إلا القليل، وشروط النصح وتغيسير المنكر معلومة.

(بقية الكلام في حكم المتعلم) الثانية: ينبغي للمتعلم أيضا أن ينظر في حال نفسه، عند إقدامه على التعلم، فإن راى من نفسه قابلية للعلوم كلها، فليتلجج في بحارها على الترتيب اللاثآق، وليأخذ ذلك من معلمه، ملقيا إليه قياد الاستسلام، ليقوده قودا سهلا صالحا، وأن رأى في نفسه قابلية لفن دون آخر، فليترك الذي لا يقبله، وليشتغل بما يجد عليه من نفسه إقبالا، ومن قلبه ادراكا، وليحذر مغالطة ننسه، بأن يظن بها القابلية، مع عدم ظهور آثارها، كما يجوز آن يدخله خور عن الإكباب على العلم، واستقصار لنفسه وهما واستكثارا للعوائق والآفات، 1- سقطت من د و ج

صفحہ 457