قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
اصناف
أبو دقيق:
حشرة صغيرة تنتقل من صورة إلى صورة، فيخلق أولا في صورة ثم ينقلب إلى صورة أخرى، ثم إلى ثالثة وهو في تغير الصور تتغير طباعه فهو في أول أمره كدودة القز، راسب في قاع البحر، ثم ينخرط في سلك آخر، ثم يعلو على سطح الماء، ثم ينخرط في سلك الحيوانات الهوائية، ويتحلى بكسوة ظريفة الشكل فتكون له أجنحة كاللؤلؤ والمرجان، ويصير غذاؤه من نسيم الهواء.
ويكون في أول أمره خاليا من الأجنحة ثم تخلق له ويطير، فمن نظر في تطوره أذعن بربوبية خالقه، وأعجب بما تحلى به من جمال أجنحة وجمال شكل، ويقول العامة في أمثالهم «يا أبو الدقيق يا أبو النخال، اركب يا عم انزل يا خال» يقال في تطور الحال من فقر إلى غنى، ومن ترف إلى بؤس.
أبو زيد الهلالي:
أبو زيد الهلالي شخصية غريبة غامضة لم يذكر لنا المؤرخون شيئا تفصيليا واضحا عنها، ولكن في ثنايا الكتب بعض نتف قليلة هنا وهناك، كان أبو زيد هذا في القرن الخامس الهجري وهو من قبيلة «هلال»، ونسب إليها فقيل: هلالي، وهلال هذه كانت قبيلة كبيرة بدوية تسكن نجدا، يجاورهم في مسكنهم قبيلة أخرى اسمها سليم، وكانت هلال وسليم جفاة سلابين نهابين يخرجون من ديارهم فيغيرون على أطراف الشام والعراق حتى ضجت منهم الدولة العباسية، وأرسلت في أيام الواثق سنة 230 حملة بأمر القائد التركي (بغا الكبير) لتأديبهم على ما ارتكبوا من فساد في المدينة.
وهاجر قوم من «هلال» و«سليم» إلى مصر ونزلوا أولا في الوجه البحري، ولكنهم ساروا سيرتهم الأولى من سلب ونهب حتى ضج منهم الناس، فأمر الخليفة الفاطمي العزيز بالله (365-386) بطردهم إلى الصعيد، ولكنهم فعلوا في الصعيد كما فعلوا في كل مكان من سلب ونهب وتخريب، وكان من بني هلال هؤلاء فروع مختلفة منهم زغبة وربيعة وعدي، فعم ضررهم واستغاث أهل البلاد من شرهم، وفي خلافة المستنصر الفاطمي ثارت بلاد المغرب عليه فنصحه بعض مشيريه أن يبعث إلى المغرب هؤلاء العرب من هلال وسليم، فإن ظفروا بالثائرين، فقد كسب تلك البلاد وأخضع الثورة وظفر بالخصوم، وإن انهزموا وقى الله مصر شرهم، فأرسلهم سنة 441ه، وأعطى لكل واحد منهم بعيرا ودينارين، وقال لهم: قد أعطيتكم المغرب، ففرحوا بذلك وجازوا النيل إلى برقة ببلاد المغرب ونزلوا بها وافتتحوا أمصارها واستباحوها، وكتبوا لإخوانهم في مصر يدعونهم إلى السفر إليهم ويصفون لهم ما هم فيه من خير ونعيم، فأرادوا الرحيل فمنعهم المستنصر حتى يأخذ من كل واحد دينارين فعوض بذلك ما دفعه لمن قبلهم، وسارت سليم وفروع هلال من دياب وزغب إلى تونس كالجراد المنتشر، لا يمرون بشيء إلا أتوا عليه، حتى وصلوا إلى تونس، وقسموا البلاد بينهم وبين قبيلة سليم، فأخذت سليم شرق تونس وهلال الغرب ووقعت بين هؤلاء العرب وبين سكان البلاد الأصليين من البربر كقبيلة زناتة وصنهاجة حروب يطول ذكرها كما وقعت الفتن والحروب بين بعض العرب وبعض، وبعض البربر، وكان ذلك فيما بين سنة 440 وسنة 460ه، واشتهر في هذه الحروب رجال كثيرون منهم دياب بن غانم وأبو زيد الهلالي، هذه الحروب وهذه الوقائع في القرن الخامس الهجري في بلاد المغرب هي ميدان لسيرة أبي زيد.
وهذه القصة ثلاثة أقسام: القسم الأول منها يصف تاريخ بني هلال في بلاد السرو (وهي منازل حمير بأرض اليمن)، وكان من أعيان الهلالية جابر وجبير ابنا المنذر الهلالي، وقد رحل جبير بأمه إلى نجد وصار فيما بعد سلطانها.
وكان أن أتى من نسل جابر الأمير حازم والأمير رزق وكانا يحكمان في بلاد السرو، وقد تزوج الأمير رزق «خضراء» بنت شريف مكة، وولدت منه ولدا أسمر اللون اسمه بركات، وهو الذي لقب فيما بعد بأبي زيد، وقد تعاون أبو زيد وابن عمه حسن بن سرحان بن حازم على فتح الهند في حديث يطول، أما القسم الثاني فتدور حوادثه حول رحلة بني هلال إلى نجد، وقد ألجأهم إلى هذه الرحلة من السرو إلى نجد مجاعة عظيمة في بلاد السرو باليمن.
وقد استقبل الهلاليون في نجد استقبالا حسنا من الملك غانم وابنه دياب (وكان دياب من فرع جبير) ومن بني زغبة وقد وقعت الحرب أخيرا بين دياب بن غانم وأبي زيد الهلالي لأسباب نسائية يطول شرحها، وانتهت بانتصار أبي زيد وخضوع دياب.
والقسم الثالث تدور حوادثه حول رحلة الهلالية إلى المغرب، فإن أبا زيد ذهب مع أتباعه إلى تونس ليبحث عن أرض خصبة لما حلت المجاعة بنجد، فلما حلوا بتونس واتصلوا بالبربر حدث أن وقعت «سعدة» بنت الزناتي خليفة وهي من البربر في حب «مرعي» أحد أصحاب أبي زيد، وقد وقعت حروب بين الهلالية والزناتية بسبب ذلك انتهت بقتل الزناتي خليفة، ثم اختلف الهلاليون فيما بينهم على قسمة أملاك الزناتي خليفة، وثارت الحروب بين أبي زيد ودياب وانتهت بقتل دياب لأبي زيد، فاجتمع قوم للأخذ بثأر أبي زيد منهم بريقع والجازية بنت الحسن وانتقموا من دياب وقتلوه، وقد قتلت الجازية أيضا في هذه المعارك.
نامعلوم صفحہ