ولا يعبر الرؤيا في وقت الاضطراب، وهي ثلاث ساعات: عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وعند الزوال. وإذا سئلت عن رؤيا ملك عدل أو ملك متعزز فلا تتأولها برأيك، فإن تأويل رؤياه ليس كتأويل رؤيا غيره من الرعية؛ فلا يبلغ قدر الرعية قدر الملوك في رؤياهم، فتحفظ من اشتباه ذلك عليك، ولا تقدم على تأويلها إلا بعد تقبل بعلمك بحال صاحبها، فلا تطير للملك، كذلك لا يجرى أحد مجراه فى الرؤيا. ولا يعزم الملك على أمر يريد العمل به في تدبير ملكه إلا أري تأويله وعافيته في منامه، ورؤياه أصح رؤيا وأصدقها، ليلا رأى [ذلك]( أو نهارا، على أية حال كان عليها، لأنه راعي الناس. والدليل على صدق ذلك رؤيا الريان بن الوليد فرعون يوسف حين قال: (إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات).
ورؤيا رعية الملك المتعزز والهمام العدل، شهادات تدل على حاله، وعلمها عند الله تعالى في صلاحها وفسادها، ويستدل بمعاني ما يقرأ في المصحف من القرآن على معنى رحمة أو عذاب، فإن رأى الإمام في منامه شبابا فهم أعداؤه، وإذا رأى شيوخا فهم أعوانه وجنده.
ورؤيا كل رجل تعبر على مرتبته ، لأن الرؤيا أنواع من العلم، كل نوع لقيمة صاحبه. فمن رأى أنه وجد درهما صحيحا، وكانت امرأته حبلى، فإنها تلد غلاما، فإن كان بينه وبين إنسان خصومة، فإنه يسمع منه كلاما حسنا، وإن كان من أبناء الدنيا، فإنه يسمع من حبيبه كلاما حسنا، وإن كان مفلسا، فإنه يصيب مثله في اليقظة، وإن كان صاحب ورع ونسك، فإنه يسبح الله ويذكره، وإن كان فاسقا وقرأ عليه منقوشأ: ضرب هذا الدرهم»، فإنه يضرب، لأن فيه ضرب.
وكذلك إن رأى في منامه حية، وكان بين صاحب الرؤيا وبين إنسان عداوة، فإنه عدوه، وإن كان موسرا، فهو ماله؛ وإن كان زراعا فإنه زرعه، وإن كان
صفحہ 107