لم نحك إلا ما حكاه الناس
وقال:
ولم أشتم لكم حسبا ولكن
حدوت بحيث يستمع الحداء
وقال فيها في وصف العجم:
هم ملكوا شرق البلاد وغربها
وهم منحوكم بعد ذلك سؤددا
حلم وعلم، ذوو الآراء الفلسفية الأرضية والعلوم المنطقية الرياضية، حملة الإسترلوميقا والجومطريقا، والعلمة بالإرتماطيقا والأنولوطيقا والقومة بالموسيقى والطوبيقا، والنهضة بعلوم الشرائع، والطبائع والنفرة في علوم الأديان والأبدان ما شئت من تحقيق وترقيق، حبسوا أنفسهم على العلوم الدينية والبدنية لا على وصف الناقة العدنية، فعلهم ليس بالسفاف كفعل نائلة وإساف، أصغر بشأنكم إذ بزق خمر باع الكعبة أبو غسانكم، وإذ أبو رغالكم قاد فيل الحبشة إلى حرم الله لاستئصالكم.
والرسالة كلها على هذا النسق، استغرقت مع الردود عليها سبع عشرة ورقة من الذخيرة، وقد رد عليها كثيرون من أدباء الأندلس في عصر كاتبها، ومن جملتهم المخاطب بها أبو جعفر، وردودهم كلها إلى السفاهة والبذاءة أقرب، وكتابة ابن غرسية أمتن وحججه أوضح.
وقال الجاحظ في رسالته إلى أبي الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد في النابتة: وقد انتظموا - إلى ولاة الأمر في عهده - معاني العناد أجمع، وبلغوا غاية البدع، ثم قرنوا بذلك العصبية التي هلك بها عالم بعد عالم، والحمية التي لا تبقي دينا إلا أفسدته، ولا دنيا إلا أهلكته، وهو ما صارت إليه العجم من مذهب الشعوبية، وما قد صار إليه الموالي من الفخر على العجم والعرب، وقد نجمت من الموالي ناجمة، ونبتت منهم نابتة، تزعم أن المولى بولائه قد صار عربيا لقول النبي
نامعلوم صفحہ