الوجه الثالث عشر
...
الثالث عشر: أن يعلم أنه إن صبر فالله ناصره ولابد، فإن١ الله وكيل من صبر وأحال ظالمه عليه٢، ومن انتصر بنفسه٣ لنفسه وكله الله إلى نفسه، فكان هو الناصر لها، فأين من ناصره الله خير الناصرين، إلى٤ من ناصره نفسه أعجز الناصرين وأضعفه.
_________
١ في (ب): "فالله".
٢ في (ب): "على الله".
(بنفسه) ساقطة من (ب) .
(ق ٤/أ) .
الوجه الرابع عشر ... الرابع عشر: أن صبره على من آذاه واحتماله له يوجب رجوع خصمه عن ظلمه وندامته واعتذاره، ولوم الناس له فيعود بعد إذائه٥ له مستحييا منه، نادمًا على ما فعله، بل يصير مواليًا له وهذا معنى قوله: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ ٦. _________ ٥ هكذا في الأصل ولعل الصواب (إيذائه) . ٦ الآيتان [٣٤،٣٥] من سورة فصلت.
الوجه الخامس عشر ... الخامس عشر: ربما كان انتقامه ومقابلته سببًا لزيادة شر خصمه وقوة نفسه وفكرته في أنواع الأذى التي يوصلها إليه كما هو المشاهد، فإذا صبر وعفى أمن من هذا الضرر. والعاقل لا يختار أعظم الضررين بدفع أدناهما، وكم
الوجه الرابع عشر ... الرابع عشر: أن صبره على من آذاه واحتماله له يوجب رجوع خصمه عن ظلمه وندامته واعتذاره، ولوم الناس له فيعود بعد إذائه٥ له مستحييا منه، نادمًا على ما فعله، بل يصير مواليًا له وهذا معنى قوله: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ ٦. _________ ٥ هكذا في الأصل ولعل الصواب (إيذائه) . ٦ الآيتان [٣٤،٣٥] من سورة فصلت.
الوجه الخامس عشر ... الخامس عشر: ربما كان انتقامه ومقابلته سببًا لزيادة شر خصمه وقوة نفسه وفكرته في أنواع الأذى التي يوصلها إليه كما هو المشاهد، فإذا صبر وعفى أمن من هذا الضرر. والعاقل لا يختار أعظم الضررين بدفع أدناهما، وكم
1 / 101