سلطهم عليه١، عن ذمهم ولومهم والوقيعة فيهم، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة.
قال علي بن أبي طالب ﵁ -٢ كلمة من جواهر الكلام: لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه، ولا يخافنّ عبدٌ إلا ذنبه ٣ وروي عنه وعن غيره: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة٤٥.
_________
١ هكذا في الأصل ولعل الصواب (التي سلطها عليه) .
٢ في (ب): (كرم الله وجهه) .
٣ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧/١٢٢) رقم (٩٧١٨) .
والأصبهاني في الترغيب والترهيب (٢/٦٦٢) رقم (١٥٨٦) .
وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/٣٨٣) رقم (٥٤٧-٥٤٨) .
٤ رواه الزبير بن بكار في الأنساب (كما عزاه إليه الحافظ ابن حجر في الفتح ٢/٤٩٧ ولم أجده في القسم المطبوع من كتاب الأنساب) أن العباس لما استسقى به عمر قال: "اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة" ضمن دعاء طويل.
وأخرجه أبوبكر أحمد بن مروان الدينوري (ت ٣٣٣) في المجالسة وجواهر العلم (٣/١٠٢ - ١٠٣ ط. دار ابن حزم) موقوفًا على العباس في دعائه عندما استسقى به عمر، فكان من دعائه "اللهم إنه لم ينزل بلاء من السماء إلا بذنب، ولا يكشف إلا بتوبة".
كما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٣٥٨ - ٣٥٩ ط دار الفكر، ص ١٨٤ تراجم عبادة بن أوفى - عبد الله بن ثوب) . من طريق أبي صالح باذام مولى ابن هانيء عن العباس بن عبد المطلب في حديث طويل.
وقد ثبت في صحيح البخاري استسقاء عمر بدعاء العباس (٢/٤٩٤ مع الفتح) كتاب الاستسقاء - باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا - ح ١٠١٠ دون بيان صفة دعائه على وجه التفصيل، فلم يرد ذكر هذا اللفظ.
وانظر الكلام على هذا الحديث في اقتضاء الصراط المستقيم (ص ٣٣٧، ٣٣٨، ط دار الإفتاء) .
(ق ٣/أ) .
1 / 95