صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾ ١ فبالصبر واليقين تنال٢ الإمامة في الدين، فإذا انضاف إلى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادة بفضل الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ولهذا قال الله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا﴾ يعني: الأعمال الصالحة مثل العفو والصفح٣ ﴿إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ ٤ نصيب وافر وهي الجنة٥.
ويعين العبد على هذا الصبر عدة أشياء:
_________
١ الآية [٢٤] من سورة السجدة.
٢ في (ب): (فالصبر واليقين ينال) .
٣ جملة "يعني الأعمال الصالحة مثل العفو والصفح" ساقطة من (ب) .
٤ الآيتان [٣٤،٣٥] من سورة فصلت.
الوجه الأول ... أحدها: أن يشهد أن الله ﷾ خالق أفعال العباد حركاتهم وسكناتهم وإراداتهم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة إلا بإذنه، ومشيئته والعباد٦ آلة، فانظر إلى الذي سلطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تستريح من الهم والغم والحزن٧. _________ ٦ في (ب): (فالعباد) . (والحزن) ساقطة من (ب) .
الوجه الثاني ... الثاني: أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ٨ فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتغل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي _________ ٨ الآية [٣٠] من سورة الشورى.
الوجه الأول ... أحدها: أن يشهد أن الله ﷾ خالق أفعال العباد حركاتهم وسكناتهم وإراداتهم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة إلا بإذنه، ومشيئته والعباد٦ آلة، فانظر إلى الذي سلطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تستريح من الهم والغم والحزن٧. _________ ٦ في (ب): (فالعباد) . (والحزن) ساقطة من (ب) .
الوجه الثاني ... الثاني: أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ٨ فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتغل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي _________ ٨ الآية [٣٠] من سورة الشورى.
1 / 94