من أسباب الذل في الدنيا وقهر العدو
١٠٦- فإذا ترك العباد الذي أمروا به، واشتغلوا عنه بما يصدهم عنه؛ من عمارة الدنيا هلكوا في دنياهم بالذل١ وقهر العدو لهم، واستيلائه على نفوسهم وذراريهم وأموالهم، ورده لهم عن دينهم، وعجزهم حينئذ عن العمل بالدين، بل وعن عمارة الدنيا وفتور هممهم عن الدين، بل وفساد عقائدهم فيه.
١٠٧- قال تعالى: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة: من الآية٢١٧) .
١٠٨- إلى غير ذلك من المفاسد الموجودة في كل أمة لا تقاتل عدوها سواء كانت مسلمة أو كافرة.
١٠٩- فإن كل أمة لا تقاتل فإنها تهلك هلاكا عظيما باستيلاء
_________
١ قال البخاري في صحيحه (٢٣٢١): "باب ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع أو مجاوزة الحد الذي أمر به" ثم روى بسنده إلى أبي أمامة ﵁ قال ورأى سكة وشيئا من الحرث فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا يدخل هذا بيت إلا أدخله الله الذل" وفي المعنى أيضا: ما رواه ابن عمر ﵁، قال: سمعت ﷺ يقول: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" رواه أحمد (٤٨٢٥، ٥٠٠٧) وأبو داود (٣٤٦٢) بإسنادين جيدين كما قال المصنف ﵀ كما في مجموع الفتاوى (٢٩/٣٠) وراجع الصحيحة للألباني (١٣) .
1 / 64