١٠١- وإذا كان الله معهم١ نصرهم وأيدهم على عدوهم فالأمر بذلك أيسر، كما يحصل مقصود الجهاد به.
١٠٢- وأيضا فإنه في أول الآية قال: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ وفي آخرها قال: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (البقرة: ١٩٥) .
إمساك المال والبخل هو التهلكة
١٠٣- فدل على ذلك ما رواه أبو أيوب من أن إمساك المال والبخل عن إنفاقه في سبيل الله واشتغال به هو التهلكة.
١٠٤- وأيضا: فإن أبا أيوب أخبر بنزول الآية في ذلك؛ لم يتكلم فيها برأيه، وهذا من ثاني روايته عن النبي ﷺ وهو حجة يجب إتباعها.
من أسباب التهلكة والهلاك
١٠٥- وأيضا: فإن التهلكة والهلاك لا يكون إلا بترك ما أمر الله به أو فعل ما نهى الله عنه.
_________
١ تأمل هنا الكلام المتين لشيخ الإسلام في التحذير من الاعتداء في الجهاد وأن النفوس قد لا تقف في ذلك عند حدود الله وأن هذا ينافي التقوى، وهو سبب كاف للخروج من معية الله، فأين هذا مما يفعله المتجرون على الدماء من الاعتداء على الآمنين باسم الجهاد في سبيل الله؟! فشوهوا صورة الإسلام والمسلمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل!!
وقد جاء عن ابن عباس في قوله ﴿وَلا تَعْتَدُوا﴾: "لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير" وهذا ما عناه النبي ﷺ في وصايا للأمراء عند القتال. يقول المصنف ﵀: "فمن لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والزمن ونحوهم فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بفعله أو قوله" السياسة الشرعية (١٢٧، ١٢٨) . وراجع المبدع لابن مفلح (٣/٣٢٢، ٣٢٣) .
1 / 63