186

Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

اصناف

والله إن كتاب الله ﵎ بما جاء فيه من تشريعات ربانية وأحكام إلهية تشمل ما يحتاج الناس إليه في كل عصر ومصر، وتصلح حياتهم، لو تمسك الناس به وقاموا بما جاءهم به لوجدوا فيه الخير الكثير، ولأيقنوا أن القرآن حقًّا معجزة خالدة باقية؛ لأنه يلبي احتياجات كل عصر بما فيه من تشريعات أتت من عند الحكيم الخبير ﷾. ولهذا أقول وأكرر بأن القرآن الكريم هو المعجزة الكبيرة العظيمة للنبي ﵌ ولهذا تحدى الله العرب بالقرآن الكريم؛ فقال لهم ربنا ﷾ في كتابه: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: ٢٣، ٢٤). وهذه الآية أيضًا دليل على أن القرآن الكريم كتاب معجز، ذلك أن الله ﷿ تحدى العرب، وهم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان، والقرآن الكريم من جنس الكلام الذي يتكلمون به أن يأتوا بمثل هذا القرآن، والتحدي قائم إلى يوم القيامة، ومع ذلك ما استطاع أحد من البشر، بل من الإنس أو الجن أن يأتي بشيء، حتى ولو كان من مثل كتاب الله ﵎ لأن الله قال لهم في الآية السابقة: ﴿وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ (البقرة: ٢٣) فهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يأتوا إذًا بشيء حتى يقارب كتاب الله ﵎ أو يشبه كتاب الله -جل ذكره- والله ﷿ قد كرر التحدي مرات ومرات؛ فما استطاعوا وما فعلوا ولن يفعلوا، كما قال لهم أيضًا سبحانه: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (هود: ١٣، ١٤).

1 / 198