146

Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

اصناف

ومعاملاته، إلا ما علموا منه أنه خاص به ﵌ فكانوا يأخذون منه أحكام الصلاة، وأركان الصلاة، وهيئات الصلاة نزولًا عند أمره ﵌ حينما قال لهم: «صلوا كما رأيتموني أصلي». وأخذوا عنه مناسك الحج، وشعائره امتثالًا لأمره أيضًا حيث قال لهم: «خذوا عني مناسككم» إلى آخر ما جاء من هذه التعليمات الرشيدة، سواء كان في القرآن الكريم، أو في سنة النبي ﵌ وكلها تأمر وتوجب اتِّباع النبي ﵌ وألَّا يخرج العبد عما جاء عنه ﵊. وأختم هذه النقطة بحديث جليل للنبي ﵌ رواه عنه أبو هريرة ﵁ وفيه يقول: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ﵌ ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» تأملوا كلمات هذا الحديث: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى». واستكمالا لذلك أقول: إذا أوجب الله علينا اتباع النبي ﷺ وطاعته، فيجب أن نعلم أيضًا أن نصرة الرسول ﵌ من لوازم الإيمان، وقد ضمن الله تعالى الفلاح لمن آمن برسوله ﵌ ونصره، قال تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الأعراف: من الآية: ١٥٧) فالذين عزروه هم الذين وقروه، والذين نصروه هم الذين أعانوه على أعداء الله وأعدائه بجهاده، ونصب الحرب لهم. وقد مدح الله تعالى المهاجرين الذين نصروا رسوله ﵌ وشهد لهم بالصدق في إيمانهم، فقال: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحشر: ٨). كما شهد الله ﵎ لمن آوى المهاجرين، ونصر الرسول ﵌ بأنهم هم المؤمنون حقا، فقال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (الأنفال: ٧٤) فكان البذل والعطاء

1 / 157