ایڈیپس اور تھیسیوس
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
اصناف
Mérope ، فيدفع الراعي إليه هذا الصبي ويتبناه الملك وينشئه تنشئة أبناء الملوك.
وقد شب الصبي قوي الجسم والنفس جميعا، ماضي العزم، صارم الإرادة، معتدا بنفسه، جاهلا لأصله، بعيد الأمل مع هذا كله، عظيم الأطماع، ولكنه يرى من لداته وأترابه ما يريبه؛ فهم يلمحون له بأنه ليس ابن الملك، وهو يضيق بهذه الريبة، ويريد أن يعرف جلية أمره، فيذهب إلى معبد أبولون ليتبين حقيقة الأمر في وحي الإله. والقضاء صارم حازم قاس لا يعرف رفقا ولا لينا، وإذا أبولون لا ينبئ الفتى بأصله، ولا يزيل من نفسه الريبة، وإنما يضيف شكا إلى شك وخوفا إلى خوف، فينبئ الفتى بأنه سيقتل أباه، وسيتزوج من أمه، وسيقترف هاتين الخطيئتين المنكرتين.
وكان لايوس قد أراد أن يقاوم القضاء، فيخلص من هذا الصبي الذي سيذيقه الموت، فانتصر القضاء على إرادة لايوس، وعاش الصبي ونما حتى أصبح قادرا على اصطناع السلاح.
وهذا الفتى ينبئه أبولون بأنه سيقتل أباه ويقترن بأمه، فيريد أن يقاوم القضاء، وهو لا يعرف لنفسه أبا غير بوليب ملك كورنت، ولا أما غير ميروب ملكتها. فليجتنب إذن كورنت، وليأخذ طريقه إلى أي بلد آخر بعيد عن هذه المدينة؛ حتى لا يغرى بقتل أبيه أو اتخاذ أمه لنفسه زوجا. وإنه لفي بعض الطريق عند مكان شديد الضيق، وإذا عربة تعترضه وتأخذ عليه سبيله، فيكون الخصام باللسان، ثم يكون الاقتتال، وإذا الفتى يقتل صاحب العربة، وقد تفرق من كان معه من خدم وأنصار. ويمضي الفتى لوجهه راضيا عن نفسه، مطمئنا لحسن بلائه، غير مقدر أنه قد أنفذ بعض ما كتب القضاء عليه، فقتل أباه، واقترف أحد الإثمين اللذين أنذره بهما أبولون.
وهو يمضي في طريقه حتى يدنو من مدينة ثيبا، فيسمع بأن المدينة مروعة بخطر داهم ونكر مبين؛ فهذا كائن غريب قد هبط عليها من السماء أو نجم لها من الأرض، جاءها من حيث لا تعلم على كل حال، واستقر غير بعيد من المدينة على صخرة مرتفعة يرصد من يمر به من الناس، فيلقي عليهم لغزه الغريب: «ما كائن له صوت واحد، يمشي على أربع إذا أصبح، وعلى اثنتين إذا زالت الشمس، وعلى ثلاث إذا أقبل المساء؟»
وهذا الكائن الغريب الذي اتخذ جسم الأسد، ورأس المرأة، ووصل بجسمه جناحين، والذي يسميه اليونان سفنكس
Sphinx ، ويسميه المصريون القدماء بو الهول، أو أبا الهول، لا يعفي أحدا من الإجابة على هذا السؤال وحل هذا اللغز. والناس جميعا يعجزون عن الإجابة ولا يجدون حلا لهذا اللغز، وهو يعاقبهم بالموت على هذا العجز والإخفاق. وقد عظم الكرب، وعم البلاء، وامتلأت قلوب أهل المدينة خوفا ورعبا، حتى اضطر كريون
Créon
أخو الملكة جوكاست والناهض بأعباء الملك بعد قتل لايوس أن يذيع في أقطار الأرض أن من أراح المدينة من هذه المحنة فله تاجها وله الملكة زوجا.
وقد سمع الفتى بأنباء هذا الكائن الخطر، وبهذا الوعد الرائع الذي يبذل لمن ينقذ منه هذه المدينة البائسة، وهو قوي الجسم والنفس، ذكي القلب، حديد الفؤاد، بعيد الأمل، شديد الطموح؛ فيقبل على أبي الهول يجرب ذكاءه وقوته، ويغامر بحياته في سبيل المجد والملك.
نامعلوم صفحہ