============================================================
نصبها له خصومه للايقاع به، حيث كان يتتصر له السلطان ويدافع عنه(1).
فهل كان النشو، ناظر الخاص، يملك دائما الحجة الدامغة لاقتاع السلطان بصوابية تدابيره ؟
في الواقع أن النشو كان يحظى بثقة السلطان ومؤازرته بقدر ما كان المعبر الأمين عن مصالح السلطان ورغباته، مع الاعتراف له بحيز بسيط يحقق من خلاله بعض المكاسب الشخصية(2) وقد ذكر اليوسفي في "النزهة" العديد من الأمثلة التي تدعم ما ذهبنا إليه، متها : ان السلطان طلب إليه أن يحصل له الجواري المولدات "من أي جهة كانت"" فصادر له النشو البنات الأبكار والجواري الحسان حتى النساء المنهالة"(3). وارضاء لرغبة السلطان في تحصيل الاموال، فقد ابتدع النشو سابقة خطيرة، فقد الزم أهل الصاغة ودار الضرب الا يبتاع أحد منهم ذهبا، بل يحمل الذهب جميعه إلى دار الضرب ليصك بصكة السلطان ويضرب دنانير هرجة ثم تصرف بالدراهم. ثم تتبع الذهب المضروب، فأخذ مسا كان منه للتجار والعامة، وعوضهم عنه بضائع، ومل ذلك كله للسلطان(4) .
ويبدو أن هذه التدابير لم تشبع نهم السلطان في الحصول على الاموال حى أنه عندما اعتذر النشو عن عدم قدرته على تامين مبالغ جديدة للسلطان نهره وهدده، فقصد النشو أمين الحكم وألزمه بكتابة ما تحت يده من مال (1) وقد قال عنه السلطان مدافعا: ممسكين التشو ما وجدت احدا يجبه كونه ينصحني ويحصل مالي". المخطوط: 142ظ.
(2) وفي ذلك يقول المؤرخ: *وفتح (النشى في بابه باب البرطيل من الناس وخافته التجار والعامة وأرباب الوظائف المصدر تفه: لهو (3) أيضا: 8ظ.
4) أيضا: 107و- 107ظ.
صفحہ 77