94

نور

النور لعثمان الأصم

اصناف

فدل ذلك، أنه لم يرد الإيمان إلا ممن آمن طائعا، ولم يرد المعصية طاعة. وقد أراد المعصية ، أن تكون ممن عصاه، قبيحة مسخوطة، وأراد الطاعة، حسنة مقبولة، وبالله التوفيق.

الباب الثالث عشر والمائة

في كيفية اعتقاد تأدية العبادة لله عز وجل

قيل: من عبد الله بالرجاء، فهو مرجي. ومن عبده بالحرف، فهو حروري. ومن عبده بالحب، فهو زنديق. ومن عبد الله بالثلاثة، فهو مستقيم.

وقيل: لا ينوي أنه يعبد الله، رغبة في الثواب، ولا خيفة من العقاب. وتكون نيته: أن الله مستحق أن يخضع له؛ لأن من شأن العبد أن يخضع لمالكه وسيده. وعليه أن يعلم أن العبادة التي يعبدها الله، غير زائدة في ملكه. وأن الله غني عن عبادة الخلق. وعليه أن يعلم أن عبادته لله تنفعه؛ لأنه متى قام بتأدية ما عليه، استحق الثواب. وعليه أن يخاف الله، في التقصير والتضييع؛ لأنه متى لم يقم بتأدية ما عليه وضيع، استحق العقاب فنفسه بدا، وعن حظه عرا.

وقيل: من عبد الله بتوهم القلب، فهو مشرك. ومن عبد الاسم، دون الصفة، لا بالإدراك. فقد أحال على غائب. ومن عبد المعنى، بحقيقة المعرفة، فقد أصاب.

قال المؤلف: إن الله تعالى واحد ليس كمثله شيء، من صفات المخلوقين. وأنه لم يزل قبل كل شي. وما سواه مخلوق محدث، كان بعد أن لم يكن؛ لأن على العبد أولا معرفة من افترض عليه المفترض؛ لأنه لا يؤدي المفترض، حتى يعرف من افترض عليه الفريضة، حتى معرفته؛ إذ لا يجوز أن يتقرب إلى من لا يعرفه. ولا يخضع ويعبد ويعمل، لمن لا يعرفه. وبالله التوفيق.

الباب الرابع عشر والمائة

في حق الله على عباده المكلفين

حق الله على عباده المكلفين: أن يعرفوه، ويوحدوه ويعبدوه، ويشكروه، ولا يكفروه.

فإن قيل: أراد الله هذا الحق منهم؟

قيل له: أراده، ممن يأتي به مطيعا. ولم يرده، ممن لم يأت به مطيعا.

وقيل: والذي يريده الله من العباد: أن يعرفوه حق معرفته. وبالله التوفيق.

صفحہ 94