194

نور

النور لعثمان الأصم

اصناف

قال المؤلف: وسل عن ذلك، فإن فيها غير هذا، ولا يجوز أن يسأل الله.

فيقول: بحقك على نفسك افعل لي كذا.

ولا يجوز بحقك، ولا بسمواتك، ولا بوجهك، ولا بقدرتك، ولا بملائكتك وأنبيائك والكعبة والقرآن وعرشك وكرسيك وبجميع خلقك، ولا بشيء من الحقوق.

ولا يجوز أن يقال: أسألك بأسمائك، ولكن أدعوك بأسمائك، ولا يجوز بحق أسمائك.

واختلفوا فيمن يسأله بأفعاله.

وجائز أن يدعى بأسمائه.

ولا يجوز أن يقال: اللهم بقدرتك، أو بعزتك، أو بحلمك، أو بعلمك، افعل لي كذا وكذا وكذلك بحق قدرتك، وبحق عزتك ووجهك وأسمائك، فهذا لا يجوز، لأنك تجعل قدرته وعزته غيره، لأن أسماءه الذاتية وصفاته الذاتية، لا هي هو ، ولا هي غيره.

فإذا قلت: بحق قدرتك وعزتك، فكأنك سألته ببعضه، وتجعل للقدرة حقا عليه - تعالى الله عن ذلك.

ومن قال: بأسمائك وملائكتك، ففيه اختلاف.

واختلفوا فيمن يسأله بأفعاله.

وجائز أن يسأله بأسمائه.

ومن سأل الله بصفات فعله، ففيه اختلاف.

ولا يجوز أن يقال: أسألك بلا إله إلا أنت، ولا بحق لا إله إلا أنت. ولا أسألك بحق شهادة أن لا إله إلا الله، ولكن يقال: يا الله يا رحمان يا رحيم يا رب يا خالق يا بارئ يا مصور يا مؤمن يا مهيمن، وأمثال ذلك من أسمائه التي يجوز أن يسمى بها. وبالله التوفيق.

الباب الثالث والسبعون والمائتان

في نفس البارئ وذاته يذكره الداعي في دعائه

وما يجوز من ذلك وما لا يجوز

البسياني:

قلت: هل يجوز أن يقال في الدعاء: يا ساكن السماء، يعني الله تعالى، فلا يجوز أن يوصف الله بالسكون والنزول في السماء.

وجائز أن يقال: هو الله في السماء إله وفي الأرض إله، من غير أن يعتقد أنه حال فيها، ولكن هو فيها بتدبيره واقتداره. والله أعلم.

وكذلك هل يجوز أن يقال: يا من كل مكان منه ملآن؟

قال: جائز على وجه الإحاطة والتدبير والعلم، لا أنه فيه ملآن شخص ولا جثة.

قلت: فالرجل يقول في دعائه: الحمد لله حمدا يهنئه، ويحجرني عن معاصيه.

صفحہ 194