( وعلم كفرهم مهما بليت به كعلم حجر الدما من حين ما عقلا) قوله أما عداوة أهل البغي واجبة أعلم أن العداوة هي ثمرة البغض كما أن الصداقة هي ثمرة المحبة فيجب على المكلف حب من أطاع الله ورسوله وولايته ومناصرته منذ بلغ الحلم وكذلك يجب عليه عداوة من عصى الله ورسوله وبغضه ولو بقلبه منذ بلغ الحلم وأصل ذلك من الواجبات الدينية بالكتاب والسنة وإجماع الأمة قال الله تعالى أن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وقال لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوأدون من حاد الله ورسوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم أوثق عرى الإسلام الحب في الله والبغض في الله وأجمعت الأمة على ذلك وليطلب تفاصيلها من محلها ولنرجع إلى المقصود وأعلم أن على المكلف مع أول بلوغه معرفة أحكام الملل الست وهم اليهود والنصارى والصائبون والمجوس وعبدة الأصنام والأوثان والموحدون لله لان في ذلك الفرز بين كبائر الشرك وكبائر النفاق وذلك واجب وفي ذلك فرز بين دماء المشركين ودماء الموحدين وفي ذلك فرز بين أموال المشركين وأموال الموحدين وبين سبي ذراريهم وتحريمه لأنه قيل معرفة أحكام الملل الست توحيد وجهلها أو جهل بعضها شرك وقيل ليس معرفة ذلك توحيدا ولا شركا قال القطب وعدم شرك جاهل الملل الست وأحكامها هو قولي بعد فراغ الوسع قال في النيل وشرحه ما نصه لزم مبغيا عليه تخطية الباغي لبغيه إذ لزمه من أول بلوغه تحريم دمه ودماء الموحدين وماله وأموالهم للتوحيد الذي معهم إلا بحقها يعلم ذلك ومعرفة ذلك توحيد جهله شرك فقيل الواجب معرفة سلب الموحد وسبيه مع معرفة تحريم ضره في بدنه وهذا ظاهر كلامه هنا وقيل تحريم ماله وهذا في الباب الذي بعد هذا ويتعين جمل ما هنا عليه إذ قال الاما فيه فوت النفس كما مر وقيل تحريم دمه ما يؤدي إلى موته والله أعلم.
ذكر ( ما خالفت فيه البغاة المشركين من الأحكام )
( وغنم أموالهم والسبي ممتنع وقتل من غادرته السمر منجدلا )
( أما إذا غنموا أسلابهم فلهم أن يقتلوهم بها وليعقروا الابلا ) ( وليس يتبع باغ فر منهزما لكن إذا خيف منه الشران وألا )
صفحہ 51