مقدمة الكتاب
الحمد الله الذي جعل الشريعة الغراء كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وجعل هذه الأمة مع علمائهم كبني إسرائيل مع أنبيائهم.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي، لولا أن هدنا الله، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، -صلى الله عليه وعلى آله، وإخوانه من النبيين والمرسلين، وعلى أصحابه، وأزواجه، والتابعين لهم بإحسان في كل وقت وحين،وبعد:
فإني أحببت جمع ما في شفاء الأوام للأمير الحسين بن بدر الدين محمد من آيات قرآنية، وأحاديث نبوية تقريبا بالفائدة للمبتدئ، وتذكيرا للمنتهي، وقد شرح المؤلف !شرحا مفيدا، فمن أشكل عليه شيء فليرجع إليه، وقد بينت بيانا وجيزا لما يحتاج إلى إيضاح وتحقيق.
فأقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((ليبلغ الشاهد الغائب، عسى أن يبلغ إلى من هو أوعى منه)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما أهدى المسلم لأخيه المسلم هدية أفضل من كلمة حكمة يسمعها فانطوى عليها، ثم علمه إياها يزيده الله بها هدى، أو يرده عن ردى، وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((رحم الله من سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها إلى من لم يسمعها، فرب سامع فقه غير فقيه))، وفي خبر آخر: ((فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((ما تصدق رجل بصدقة أفضل من علم يبثه في الناس)).
صفحہ 9