ووجه هذا القول بأنه طاهر مطهر ما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اغتسل فبقي في بدنه لمعة فأخذ الماء الذي في شعره فدلكه.
وما روي أن الصحابة كانوا يتبادرون إلى غسالة وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيغسلون بها وجوههم وأيديهم.
وروت أم هانيء بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وميمونة اغتسلا من قصعة فيها أثر العجين.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((خلق الماء طهورا لا ينجسه إلا ما غير ريحه أو لونه أو طعمه)).
قال الله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا}[النساء:43] وهذا دليل على أنه لا يجوز الوضوء بنبيذ التمر ولا العنب ولا غيرهما.
فأما ما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعبد الله ليلة الجن ما في إدواتك؟ قال: نبيذ، قال: ((ثمرة طيبة وماء طهور))، وتوضأ به وصلى، فقال الأمير الحسين: هذا الخبر مطعون فيه من عدة وجوه وبينها في الشفاء -تمت مراجعه-.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((التراب طهور المؤمن، ولولم يجد الماء عشر حجج)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: ((التراب كافيك، ولو لم تجد الماء عشر حجج)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((الوضوء شطر الإيمان)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة)).
وعن علي عليه السلام قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((لما أسري بي إلى السماء، قيل لي: فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا أدري، فعلمني، فقال: في إسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة)).
صفحہ 63