============================================================
النكت والفوائد على شرح المقاند فلأن شكر المتعم واجب به ، للآيات الكثيرة ، والأحاديث الشهيرة، الآمرة بالتدبر، الموجبة للشكر، الحاثة عليه، الداعية إليه، وهو - تعالى - قد أفاض نعمه على كل أحد ظاهرة وباطنة، وإن كان قد فاوت بينهم فيها ، والحاصل : آنه ورد بايجابه السمع، وهو معقول المعنى فطابق عليه العقل الشرع (1).
رجح في تعريف العلم أن إدراكنا بالحواس ليس علما وإنما هو سبب ينشأ عنه العلم، قال " وهذا هو الصحيح) وبين أنه أحد قولي الأشعرى (2)، والثاني الذي رجع عنه الأشعري هو أنها من أقسام العلم، وهو قول التفتازاني (3).
ورجح أن العلم يشمل إدراك العقل من التصورات والتصديقات اليقينية لا غير، وأنها لا نقائض لها، قال :"والحق أنها يقينية أبدا، لانقائض لها كما قال القاضي عضد الدين والجمهور، لأن الشخص إذا رأى شبحا من بعيد وهو غير إنسان فظنه إنسانا، فتصوره كما ظنه، فوقوع هذه الصورة في خياله أمر يقيني لا نقيض له، وإنما النقيض للتصديق أي الإيقاع، وهو حكمه بأنه إنسان حيث يحتمل النقيض، فتكون اليقينية صفة للتصديقات فقط " (4)، بينما ذهب التفتازاني إلى أنها يقينية وغير يقينية وأن لها نقائض (5).
ورجح أن الملك ليس بحيوان، وأن له حواس، واستدل بالأحاديث الناهية لداخل المسجد عن اكل كل ذي ريح خبيث، قال: " الملك : هو معروف، وليس بحيوان ينمو كما ينمو غيره من الحيوان ، بل ظواهر الأحاديث دالة على أنه يخلق ابتداء على هذه الصورة التي يموت عليها"(6) و" ظواهر الأحاديث، كالأحاديث الناهية لداخل المسجد عن أكل ذي ريح خبيث دالة على أن للملك حواس0(2).
ومن ترجيحاته اللغوية اشتقاق لفظة الحواس، قال: إن هذه العبارة من حق، واللغة الفصيحة الشهيرة أحس - بالهمز - قال النووي في شرح مسلم في المقدمة: "وأما قول الفقهاء وأصحاب الأصول: الحاسة والحواس الخمسة فإنما يصح على اللغة القليلة حس بغير ألف"(8).
(1) ينظر ص : 162.
2) ينظر ص: 207.
(3) شرح العقائد:13،12 .
4) ينظر ص: 208.
(5) شرح العقائد:13 .
(6) ينظر ص : 209.
(7) ينظر ص:210.
8) ينظر ص : 210 .
صفحہ 86