============================================================
المبحث الثالت: منه البقاعي النكت والفوايد على شرح العقايد 8 "ذلك التفصيل هو أن تقول للمنكرين..."(1) على أنه لم يأت بالتفصيل من عنده وإنما نقله من شرحي المقاصد للتفتازاني والمواقف للجرجاني كما هو مبين في هوامش الصفحات .
ويجود قلمه - رحمه الله - بذكر تفاصيل ليس لها ذكر في شرح العقائد بالمرة كما في قصة اسلام سيدنا عمر بن الخطاب -ه - التي لم يرد لها ذكر في شرح العقائد فلم يقل التفتازاني -بعد ذكره قول النسفي :" وأفضل البشر بعد نبينا محمد - -" إلا:" ثم عمر الفاروق- ه - الذي فرق بين الحق والباطل في القضايا والخصومات "(2) ، بينما ذكرها البقاعي بكل تفاصيلها(3) ، وكذلك في قصة مبايعة علي لأبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - (4)، والعهد من أبي بكر لعمر - رضي الله عنهما- بالخلافة، وقصة الشورى(5).
وإذا أراد أن يقتصر على ما ذكر من الاستطراد فإنه يشير إلى ذلك، قال بعد أن ساق الأحاديث الدالة على فضائل الشيخين -رضي الله عنهما-:"وفضائلهما في الأحاديث الصحيحة كثيرة جدا وانما اقتصرت على هذا الحديث لموافقته لغرض المصينف - والله الموفق-"(5) ثالثا : ترجيحاته: لقد كانت للبقاعي - رحمه الله- في نكته وفوائده ترجيحات كثيرة فيا من مسألة يعرضها إلا وله فيها تأييد أو نقد أو رد أو غير ذلك، ولم يقتصر هذا على المسائل الاعتقادية بل تعداه إلى كل المسائل تأريخية أو فقهية أو حديثية أو تفسيرية أو لغوية أو غير ذلك، لذا لم أرتب الترجيحات على وفق المسائل وإنما على وفق ورودها في الصفحات متسلسلة ليسهل على القارئ متابعتها بالترتيب، كما أني أحجمت عن ذكر المسائل التي لا يعقب عليها قبولا أو ردا لأنها كثيرة، ولعل السكوت علامة الرضا، واليك هذه المسائل: - أوجب الحمد لله - تعالى - عقلا مخالفا أهل السنة بذلك ومشى فيه مع المعتزلة إلا أنه لم يفرد وجوبه بالعقل إنما أوجبه نقلا وعقلا، قال : حمد الله- تعالى -لقيام الدليل الشرعي على وجوب حمده؛ نقلا وعقلا، أما نقلا : فلقوله - -: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله2... وأما عقلا: (1) ينظر ص: 232 - 227.
(2) شرح العقائد: 298.
3) ينظر ص: 629- 627.
(4) ينظر ص : 683 - 641 .
(5) ينظر ص: 647 - 643 .
(6) ينظر ص: 618.
صفحہ 85