============================================================
النعت والفواند على شرح المشاند رحلت إليك الطالبون ليقتدوا وتتابعوا سبقا من الأقطار وتراكضوا خيل الشبيبة حين لم تركس بوهن أو بوصف عذار فارقت في أرض البقاع عشائري أطوي إليك فيافيا وصحاري فارقت منهم كل أروع ماجد حامي الذمار بسيفه البيار(1) ومثلما كانت حياته مليثة بطلب العلم فإنها كانت حافلة بالغزو، والجهاد، والمرابطة غير مرة في سبيل الله - تعالى -(2) .
المصالب السابع: وضاته: توفي امامنا- رحمه الله تعالى- بعد ست ومبعين سنة عاشها بين مكابدة للمشدائد ومقارعة للعظائم، ومبارزة للكفار، ففاضت روحه إلى بارئها- مفارقة جسده، بعد أن تفتتت كبده - في ليلة السبت الثامن عشر من شهر رجب سنة خمس وثمانين وثمانمتة بدمشق ، وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي ، ودفن بالحميرية خارج دمشق من جهة قبر عاتكة(3)، وقد أوصى بكل ما كان بخطه من تصنيفه وغيره لابن قريبه المحلي، فسافر إلى الشام فأخذها (4)، ويذكر المترجمون له أنه قد رثى نفسه قبل موته - وهو في دمياط - بخمسة عشر بيتا، منها: ومن ذا الذي يبقى على الحدثان عم انني عما قريب لميسث كأني بي أنعى اليك وعندها ترى خبرا صمث له الأذنان الى أن قال: بتشتيت شملي فالسوفاء رثاني فان يرثني من كنبت أجمع شمل به هممي عن شأني و بكانسي(5) والا تعساني كل خلق ترفعت وقد أخطأ من أشار إلى أنه رثى نفسه قبل موته بأيام (6) ، لأنه نظم هذه الأبيات حينما كان مرابطأ في دمياط سنة850 ه1، بينما كانت وفاته سنة 8850 ه 17).
(1) فتح الباري لابن حجر: 548/13.
(2) وذلك في غزوة قبرس ورودس، وألف فيهما كتابا سماه "الاسفار عن أشرف الأسفار" ينظر: مطلب مصنفاته باب السيرة والتاريخ صفحة 32الرقم23.
(3) الضوء اللامع للسخاوي : 1/ 107 ، بدائع الزهور لابن إياس 3/ 197 ، البدر الطالع للشوكاتي :1/ 21 .
(4) الضوء اللامع للسخاوي :1/ 107 .
(3) مصاعد النظر للبقاعي :1/ 139، الضوء اللامع للسخاوي : 1/ 197، 109 .
(6) مصاعد النظر للبقاعي :1/ 139، الضوء اللامع للسخاوي: 1/ 108،107 .
(7) ينظر : مقدمة سر الروح :9.
صفحہ 20