الكاف بشيء ولا ما بعدها في موضع جر بها خلافا لزاعمه، ولا تأتي "كأن" للتحقيق ولا للظن خلافا لمن ذهب إلى ذلك.
وأما "ليت" فحرف تمن، فأما "لعل" فحرف ترج في المحبوب، وتوقع في المحذور، وفيها لغات.
قوله: (ما صلح إسما "لكأن" نصبته وخبرا رفعته) قد تقدم أن إسم كأن" شرطه أن يكون جائز الابثداءمثبتالا يجب تصديره فمثل "ايمن" القسمية لا تقع إسما "لكأن" ولا "لإن" ولا ما حذف من المبتدآت، كالمبتدأ المحذوف في القطع في النعوت، ولا ما يجب أن يقع صدرا كأسماء الشرط وأسماء الاستفهام. وأن الجملة غير الخبرية لا تقع خبرا هذه الحروف، فلا تقول: إن زيدا اضربه وولا ليت زيدا اقتله، وقد ذكر بعض أصحابنا في هذا خلافا، وأن الصحيح امنعه، واستدل المجيز بقول الشاعر اولو أصابت لقالت وهي صادقة إن الرياضة لا تنصبك للشيب(1) وبقول الآخر: ان الذين قتلتم أمس سيدهم لا تحسبوا ليلكم عن ليلهم ناما(2) اولو خصص هذا الحكم ب "إن" وحدها لكان قولا(3)، لأنها لم تفد في الجملة سوى التأكيد. ولم تغير معنى جملة الابتداء بخلاف "أن" فإنها صيرت الجملة في معنى المفرد. وبخلاف غيرها، فإنها غيرت معنى الجملة بتشبيه أو تمن أو غير ذلك، وتأول من منع ذلك بإضمار(4) القول، كأنه قال: أقول لك الا ينصبك، وأقول لكم لا تحسبوا.
(1) ينسب هذا الشاهد للجميح الأسدي . انظر: المفضليات 34، وأمالي الشجري 332/1، والبحر المحيط 256/2، والخزانة 295/4.
(2) الشاهد لأبي كعب بن مالك. انظر: أمالي الشجري 332/1، ورواية الشطر الثاني... ليلهم عن ليلكم، والبحر المحيط 256/2، وأوضح المسالك. حاشية 326/1، وحاشية الصبان 269/1، واهمع 135/1، والدرر اللوامع 112/1.
(3) انظر همع اهوامع 135/1.
(4) في "ب" على.
نامعلوم صفحہ