ولم يشترط الكوفيون فقد "إن" بعد "ما" فأجازوا النصب، فيقولون: ما إن زيد فاضلا.
قوله: (ونفي الخبر) نحو: ما زيد قائما "فإن أوجبته نحو: ما زيد إلا قائم" وجب الرفع ونقل بعض أصحابنا أن يونس بن حبيب(1) لم يعتبر هذا الشرط، فأجاز نصبه وإن دخلت عليه "إلا" ونقل بعض أصحابنا أن الكوفيين (2) أجازوا فيما إذا كان الثاني فيه منزلا منزلة الأول النصب نحو الما زيد إلا زهيرا شعرا . وأن الفراء أجاز فيما كان صفة بعد وإلا" النصب نحو ما زيد إلا قائيما، وأنه أجاز هو والكسائي نصب الصفة المشتقة إذا قدمت مفعوها اعليها بعد "إلا" نحو: ما زيد إلا عسلا شاربا.. ومذهب البصريين وجوب الرفع في كل ذلك.
قوله: (وتأخيره) نحو: ما زيد قائما، فإن قدمته وجب الرفع، نحو [11/أ] ما قائم زيد، وقال الشاعر /: وما حسن أن يمدح المرء نفسه ولكن أخلاقا تذم وتحمد(3) وأجاز الفراء نصب خبر "ما" مقدما فتقول: ما قائما زيد، وزعم بعض أصحابنا أنه مذهب سيبويه(4)، والجمهور على المنع اقله: (إلا ظرفا أو مجرورا) إنما كان ذلك ، لأنه يتسع فيهما ما لا يتسع في اغيرهما، ألا ترى جواز "إن في الدار زيدأ" وإن أمامك بكرأ" ومنع : إن قائم (1) أبو عبد الرحمن الضبي الولاء البصري . وضع شيئا من النحو وله قياس فيه . ولدا اسنة م9ه ومات سنة 182ه. انظر: أخبار النحويين32، ومعجم الأدباء .68/25 (2) انظر همع اهوامع 123/1.
(3) لم ينسب هذا الشاهد لقائل معين، انظر: همع اهوامع 124/1، والدرر اللوامع 95/1، وشرح الأشموني 453/1 .
(4) في الكتاب 28/1.. لا يجيز سيبويه التقدم مع العمل، قال : فإذا قلت: ما منطلق عبد الله، وما مسىء من اعتب، رفعت، ولا يجوز أن يكون مقدما مثله مؤخرا.
نامعلوم صفحہ