../kraken_local/image-040.txt
أفعال المقاربة قوله: (ومن باب كان أفعال المقاربة) . أطلق عليها كلها(1) أفعال الملقاربة، وإن كان كثير منها للشروع في الفعل، وإذا شرع في الفعل لم يكن اذ لك مقاربة. فالعشرة الأول للشرع كما ذكر فتقول: جعل زيد ينظم، وطفق زيذ يأكل، وقام يشتمني، وطاروا يضربون الجماجم. وكذا باقي العشرة(2).
ووالستة بعدها للمقاربة حقيقة، والثلاثة بعدها لرجائه، وكلها لا تكون إلا بلفظ الماضي إلا كاد وأوشك فيستعمل منها المضارع. ومضارع "أوشك" أكثر من اماضيه. وقد استعمل منه إسم الفاعل قليلا. وكلها متفق على فعليته إلا "عسى" فهي عند الكوفيين وابن السراج حرف.
لقوله: (وخبرهن مضارع) لا يجيء إسما ولا جملة إسمية إلا شاذا. وقدا اجاء الخبر جملة مصدرة "بإذا" من كلام بعض الفصحاء وهو "فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا"(3) وقد جاء أيضا مصدرا ب "كلما" وشرط هذا المضارع أن يكون مثبتأ فلا تقول: عسى زيد ما يخرج. . ولا تدخل عليه "أن" إذا كان خبرا لما هو للشروع. وقد وجدت في بعض أشعار العرب الفصحاع دخولها في خبر "جعل".
قوله: (رافع ضمير الاسم) نحو: "جعل زيد ينظم" ولا يرفع السببي فلا تقول: "جعل زيد ينظم أخوه الشعر بخلاف "كان" فإنها ترفع ضمير إسمها ووسببيه، فتقول: كان زيد يقوم "وكان زيد يقوم أخوه ".
1) زيادة من "ب".
(2) تقسيم أبي حيان لأفعال المقارنة هنا غريب إذ أن التقسيم الشائع في كتب النحو اهو أن أفعال المقاربة ثلاثة كاد، وأوشك، وكرب، والرجاء ثلاثة أيضا: عسى وحرى، واخلولق، والباقي هي أفعال الشروع مثل : انشأ، وطفق، وجعل، وعلق وأخذ.. انظر: أوضح المسالك 301/1.
(3) هذا القول لابن عباس، رضي الله عنه. انظر: أوضح المسالك 310/1، وشرح الأشموني 496/1.
نامعلوم صفحہ