نیل فی عہد فراعنہ اور عرب
النيل في عهد الفراعنة والعرب
اصناف
ثم جاء نابليون مصر مع بعثة علمية بحثت في أحوال البلاد وأمورها، ودونت عنها مؤلفات كثيرة، ولكنها لم توفق للبحث عن منابع النيل.
وفي سنة 1819 أرسل محمد علي باشا بعثته العلمية الشهيرة، يرأسها جالياردو المهندس الفرنسي، فسافر إلى الخرطوم وقال في مذكرته: «إن منابع النيل تبتدئ من جبال القمر.»
وفي سنة 1856 توسع في الاستكشاف كل من الباحث برتون وبيك.
خريطة وادي النيل لبطليموس نقلا عن الخوارزمي.
وبيكر إلى ما خلف بحيرتي «فكتوريا والبيرنيانزا»، وتحقق أخيرا أنهما أهم المنابع التي يتكون منها النيل، وقد ساعدت الاكتشافات الأخيرة رجال أوربا على التجول في أواسط أفريقيا، واستطاعوا الوصول إلى قول عززوه ببراهين الاكتشافات والرحلات المتوالية في هذه الأقطار، وكلل النجاح سعيهم، وكانوا مصداقا للمثل القائل بأن من لازم السير في الدرب وصل إلى مرحلة النجاح، «كما سيأتي بيانه تفصيلا.»
رأي العرب في منابع النيل
وفاء بما أجملناه في هذا البحث نثبت هنا ما جاء في كتاب «الفيض الجديد في أخبار النيل السعيد»، تأليف الشيخ العالم أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي، في ذكر منابع النيل، الذي هو من أكبر الثقات في المباحث العلمية.
ذكر المؤرخون في أصل منبعه من مبتداه إلى منتهاه أقوالا، فقال أكثرهم ومنهم الحافظ ابن كثير في تاريخه الكبير: إن مبتداه من الجبل القمر، «بضم القاف وسكون الميم»؛ أي البيض، ومنهم من يقول: «جبال القمر» «أي بفتح القاف»، بالإضافة إلى الكوكب، وهي غربي الأرض وراء خط الاستواء في الجانب الجنوبي، ويقال: إنها صخور تنبع من بينها عيون، ثم تجتمع من عشرة مسيلات متباعدة، ثم تجتمع كل خمسة منها في بحيرة، ثم يخرج منها أنهار ستة، ثم تجتمع كلها في بحيرة أخرى، ثم يخرج منها نهر واحد وهو النيل، فيمر على بلاد السودان بالحبشة،
1
ثم على النوبة ومدينتها العظمى دنقلة، ثم أعلى أسوان، ثم تظهر على ديار مصر، ويحمل إليها من زيادات أمطارها، ويجرف من ترابها، وهي محتاجة إليها معا؛ لأن مطرها قليل لا يكفي زروعها وأشجارها، وتربتها رمال لا تنبت شيئا حتى يجيء النيل بزياداته وطينه، فينبت فيها ما يحتاجون إليه، وهي من أحق الأرض دخولا في قوله تعالى:
نامعلوم صفحہ