ماذا ولدت من العلا والسؤدد
إن الخلافة قد تبين نورها
للناظرين على جبين محمد
فأمرت أن يملأ فمه درا.
الفضل بن يحيى وأبو علي بن الجهم
قال أبو علي بن الجهم: أصبحت يوما وأنا في غاية من الضيق ما أهتدي إلى دينار ولا درهم ولا أملك إلا دابة عجفاء، وخادما خلقا وطلبت الخادم فلم أجده ثم جاء فقلت: أين كنت؟ فقال: في اجتهاد شيء لك وعلف لدابتك، فوالله ما قدرت عليه، فقلت: أسرج لي دابتي، فأسرجها، فركبت، فلما صرت في سوق يحيى إذا أنا بموكب عظيم، وإذا الفضل بن يحيى، فلما أبصرني قال: سر، فسرت قليلا، وحجز بيني وبينه غلام يحمل طبقا على باب ينادي جارية، فوقف الفضل طويلا، ثم قال: سر، فسرت، ثم قال: تدري ما سبب وقفتي؟ قلت: إن رأيت أن تعلمني، قال: كانت لأختي جارية وكنت أحبها حبا شديدا، وأستحي من أختي أن أطلبها منها، ففطنت أختي لذلك، فلما كان هذا اليوم ألبستها وزينتها وبعثت بها إلي، فما كان من عمري يوم أطيب من يومي هذا، فلما كان هذا الوقت جاءني رسول أمير المؤمنين فأزعجني وقطع لذتي، ولما صرت إلى هذا المكان دعا هذا الغلام صاحب الطبق باسم تلك الجارية فارتحت إلى ندائه، فقلت: أصابك ما أصاب أخا بني عامر حيث قال:
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى
فهيج أحزان الفؤاد وما يدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
أطار بليلى طائرا كان في صدري
نامعلوم صفحہ