وفقه الله تعالى لمرضاته، وحضرة شيخ الإِسلام (١) الحاكم الشرعي أيد الله به الدين، وبحضرة مشايخ الإِسلام، ويضبط ذلك ويبالغ في تحريره، ويكتب في السجل، ويحفظ عند الحاكم الشرعي. وكذا يذرع سمكها وسمك علو العتبة، وسمك الباب وعرضه، ليعاد البناء على ما كان عليه (٢).
وإذا أسرع في المدماك الذي على وجه الأرض -وعليه ميزان العمل لما يبنى عليه- أحضر الناظر (٣) على العمارة من ذكر، ونزلوا للعمل على ما عندهم من الذرع المحفوظ، فلا يزاد في القبلة شيء ولا ينقص من أي جهة كانت، وكذا يضبط ذرع الشاذروان (٤) من جهاته، ويعاد على ما كان.
وقد أحضر ابن الزبير ﵄ وجوه الناس وأشرافهم، وأشهدهم على أساس إبراهيم ﵇، وقال لهم: اشهدوا. ووضع البناء على ذلك بحضورهم. قاله الأزرقي رحمه الله تعالى.
_________
= الشريف مسعود بن إدريس بن حسن بن أبي نمي آخر ربيع الثاني سنة ١٠٤٠ هـ، وتوفي ليلة الجمعة ١٠ جمادى الآخرة سنة ١٠٤١ هـ. خلاصة الأثر: ٣/ ٣٨، ٣٩، ومنائح الكرم: ٤/ ٨٧ - ٨٩.
(١) هو شيخ الإِسلام.
(٢) وقد تمَّ ذلك، ينظر تفاصيل الذرع في: "منائح الكرم"، للسنجاري نقلًا عن "إنباء المؤيد الجليل"، للمصنف: ٤/ ١١٤ - ١٢١.
(٣) كان الناظر على العمارة من قبل السلطان مراد هو السيد محمَّد أفندي بن محمود أفندي الأنقوري قاضي المدينة، وكان وصوله إلى مكة المشرفة للقيام على أمر العمارة في ٩ رجب ١٠٤٠ هـ. "منائح الكرم": ٤/ ٩٩.
(٤) هو بفتح الذال المعجمة وسكون الراء، بناء لطيف جدًّا ملصق بحائط الكعبة، وارتفاعه عن الأرض في بعض المواضع نحو شبرين، وفي بعضها نحو شبر ونصف، وعرضها في بعضها نحو شبرين ونصف، وفي بعضها نحو شبر ونصف. "تهذيب الأسماء واللغات": ٣/ ١٧٢.
1 / 74