نقل سے تخلیق تک (جلد دوم تبدیلی)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
اصناف
145
وتشير ألفاظ الفتى والفتية إلى المؤمن والمؤمنين والحكيم والحكماء. وهم خير من الخاسر والخاسرين الذين يألمون في الدنيا والآخرة. يرجون من الله ما لا يرجوه الكافرون. أعد لهم النعيم ويوفي أجر الصابرين، ويحميهم الله في الدنيا. ولا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون. يدخل الملائكة على المؤمنين من كل باب. تتوفاهم الملائكة طيبي النفوس. ينهون النفس عن الهوى ويتقون، ويذكرون الله بصرف النظر عن شكل الدين.
146
ويعتمد الإخوان كثيرا على الآيات القرآنية لإثبات القيامة دون تحليل عقلي كاف مثل الرغبة في الخلود، والتواصل ضد القطيعة والنهاية، وبقاء العمل والأثر في الناس استمرارا للجهد، والرغبة في أن يكون للعدل الكلمة الأخيرة على الظلم.
وأما الخاسرون فإنهم ينالون العذاب الأليم، كلما نضجت جلودهم بدلت جلودا غيرها لابثين فيها أحقابا. والعذاب ضروري حتى لو عاش الخاسر ألف عام. لا تفتح لهم أبواب السماء حتى يدخل الجمل في سم الخياط. عاشوا قرناء الشياطين، ولهم عذاب أليم. أعمالهم حسرات عليهم. ومن لا يذكر الرحمن يكن الشيطان قرينه. يودون لو يردوا إلى الدنيا كي يعملوا صالحا. فقد ظنوا أن الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بالأموال والأولاد، وكلها ظاهر وعرض وغرور، والآخرة خير وأبقى. فلا ينالون إلا السراب. يحال بينهم وبين ما يشتهون يوم القيامة. الزمان لا يعود، ولا يردون إلى الحياة الدنيا، ويعرضون على النار غدوة وعشيا. قلدوا الآخرين فانطبق عليهم قانون التبعية والتقليد أو الذبذبة بين المواقف أو تبعية الشيطان. كذبوا بآيات الله.
147
وهم محجوبون عن الله بما كسبوا من أفعال، زاغوا فأزاغ الله قلوبهم. رضوا بالحياة الدنيا ويئسوا من الآخرة. لم يذكروا الله فحملوا أوزارهم على ظهورهم ولم يؤمنوا بالآخرة واستكبروا. وسخروا من المؤمنين في الدنيا، وكانوا يضحكون عليهم ويتغامزون. ويدرك الخاسرون المأساة عندما يجدون كل أمة تلعن أختها. ويستجدي الظالمون أمام الله، ظلموا أنفسهم، وكانوا إخوان الشياطين. ومن كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
148
وبين المؤمنين والخاسرين هناك أهل الأعراف بين الجنة والنار، حالة افتراضية صورية تحسمها الطبيعة الخيرة والبراءة الأصلية في حالة التساوي بين الخير والشر.
149
نامعلوم صفحہ