============================================================
ومن الأشياء التى استوقفتنى طالب يحقق فى أحد الأقسام العلية رسالة عن الموت وحياة القبور!.. وكان التراث انتهى إلى هذا الحد، ولا غبار على احد فى تناول ما شاء، إلا أن هناك ما هو أولى، وكما أن للرخيص سوقا رائجة، فالنفيس له سوقه أيضا، وإن كان الباحثون ينظرون بمعين الناشرين فحسب لعدة أسباب، فلا يجب آن نناق وراء رغباتهم، حتى لانرى فى أرفف المكتبات عشرات الكتب عن التذكرة وأحوال ما بعد الموت1.. ولانجد إلا النذر اليسير من التراث الفكرى الأصيل تائه فى وسط هذا الكم الرخيص.
إننا لم نمت بعد، ولا ينبغى تعريف الناس امتنا الفكرى والحضارى من الدخول من هذا الباب. ولست بطبيعة الحال أحاول التقليل من أهمية عقيدة البعث والنشور أو ما كتب عنها او ينشر، ولكن اشيرالى حقيقة واقعة فى حياتنا الشقافية نعيشها.
اريد أن اقول إن ترائنا، وإلى عهد قريت، كان يتعرض للتبديد والسرقة والنهب، والآن يتعرض للتشوية وسوء القصد، والفهما.. مع وجود بعض الموظفين القائمين عليه يتماملون م كسبين پبب حبته او آثر يحب دفته وحببه عن الميون، خرف التلف من جراء عوامل التعرية الجوية وتغيرات المناخ!
نريد تراثا ولكن، هذا هو المقصد، نريد تراثا فكريا ينهض بالأمة ويعمل على بعثها فى أحرج فترات المواجهة والصدام مع الآخر، الذى لايؤمن بوجودها ويعمل على استاصالها.
وبهذا الفهم تمرنت على التراث واحببته، عندما علمت بأن به ما يجعل أمتنا الآن تنهض من عثرتها، وقد وجدت سوقا فكريا وفلسفيا شاغرا فى الشرق والغرب على انسواءا يقتات فتات عقول عقيمة، وفى أيدينا نهر من الفكر الفلفى الحر، مازال جرى ويجود بوافر العطاء، ولا يبخل على شاربيه.
إلى متى ساظل موضوعا للمعرفة، أنا وأمتى وتاريخى وثقافتى وحضارتى؟
الى متى ساظل فى خندق مشخذا موقع المدافع عن نفسه، الذى يخشى مفالطات الآخر ويتوقعها؟1 لو تعقلنا ترائنا واحسنا الانتفاء والدرس، ولوتتبعنا أسلافنا، لربما أدر كنا ما فاتنا
صفحہ 6