وتضحك نعمات ويضحك لمبرو: كيف عرفت يا بنت أني أريد حقيبة يدي؟
وقالت نعمات وهي تضحك: وهل يأتي إلا من أجل حقيبة يدك؟
ويقول لمبرو: ملعونة أنت يا نعمات. لما أخلص مع الست لي معك كلام أمام الست عدلات. - صحيح يا خواجة. - ليس كما فهمت، ولكنك ستفرحين جدا. - الله يخليك يا خواجة. - مش مهم يا نعمات مش مهم. لا أريد أن يخليني مش مهم. - برضه الله يخليك ويعطيك الصحة. - آه، دا مهم، الصحة مهم، مرسي نعمات مرسي.
وتعطي الست نعمات للخواجة لمبرو عشرة جنيهات، ويدور جدل طويل يقصد لمبرو أن يطيله حتى تنكسر حدة الحر، ويستمتع بفنجان القهوة الذي أحضرته نعمات مع الماء البارد.
وتبدأ الست عدلات في رؤية الأقمشة الجديدة، وتنقلب الحقيبة رأسا على عقب، وتتناثر محتويات البقجة، ويخرج عثمان بك من نومة القيلولة، ويجد بهو بيته مليئا بالأقمشة ولا يعجب، فهو أمر تعوده ويمزح مع لمبرو: أنا يا لمبرو لا أشوفك إلا ومصارينك كلها ملقاة على الكراسي والسجاجيد. - أمر الله يا عثمان بك. أمر الله. - لا تترك منها الكثير، فأنا الذي أدفع ثمنها كما تعرف. - أعرف وأنا الذي أنتظر الثمن حتى تطلع روحي يا عثمان بك.
ويضحك عثمان بك ويخرج ويستمر العرض.
وتغرب الشمس، وتنتقي عدلات هانم قطعة واحدة من كل الأقمشة التي كانت ملقاة بعرض البهو وطوله، تعطيه جنيهين من ثمنها، وتدخل نعمات تعاون لمبرو في إعادة الحقيبة والبقجة إلى ما كانتا عليه عند قدومه، ويسأل لمبرو في إصرار: كم عمر عريسك؟
وتدهش نعمات من هذا الإصرار. - ماذا جرى يا خواجة أتريده في الجيش، ألم تقل أنت عمره؟ - فقط قولي. - عشرون سنة كما قلت أنت. - اتفقنا. - أتعطيني المائة جنيه؟ - أكثر بكثير.
وتسأل عدلات هانم وتنقل لها نعمات الحوار الذي دار بينها وبين لمبرو، وتقول عدلات: ألم يقل سيدك إنه سيعطيك المائة جنيه في القطن؟
وتضحك نعمات في حياء، وتقول: وماذا أعمل يا ستي؟ - يا لهوك! تعملين في ماذا؟ - الولد سويلم يريد أن يتزوج في مولد سيد أبو مسلم، وتضحك عدلات وتقول: آه مستحيل. طيب ولا يهمك يا بنت، جهازك على نفقتي في أي وقت. - ربنا يطول عمرك يا ستي ويخليك.
نامعلوم صفحہ