ليرتدع به غيره ويصير نكالًا وأحدوثة في العالمين، قال لا والله وهذا رأيكم قالوا نعم، قال قبح الله هذا من رأي فما أقله وأقبحه ويحكم هذا رجل ضاق به الرزق فأمّل فيّ خيرًا ووثق
بي وشخص إلى أذربيجان مع بعد مشقتها وصعوبة طريقها أتشيرون عليّ أن أحرمه ما أمله فيّ حتى يسيء ظنه بي، فما انا والله ممن يقبل منكم ذلك، ثم أخبرهم بما كتب به إلى عبد الله فتعجبوا من كرمه واحتماله الكذب وورد الكتاب بخطه إلى عبد الله فدعا بالرجل وقد سقط من عينه الاعتراض وسوء الظن بقلبه، فلما دخل عليه قال هذا كتاب أخي قد ورد إليّ بصحة أمرك وسألني تعجيل صرفك إليه فدعا له بمائتي ألف درهم وما يتبعها من الدواب والبغال والجواري والغلمان ثم أصدره، فلما ورد باب يحيى بن خالد أدخل ذلك أجمع إليه وعرضه عليه فأمر له يحيى بمثل ذلك وأثبته في خاصته:
خرجت من شيءٍ إلى غيره ... حب الذي يقضي به الحال
لا تنكروا حالي فإني امرؤ ... دارت به في السير أحوال
حكاية: حدث محمد بن اسحق عن أبيه، قال دخلت على الرشيد وبين يديه طبق فيه ورد فقال قل في هذا شيئًا فقلت:
كأنه خد محبوب يقبله ... فم الحب وقد أضحى به خجلا
فقالت له جارية كانت على رأسه أخطأت هلا قلت كما أقول:
كأنه لون خدي حين تدفعني ... يد الرشيد لأمر يوجب الغسلا
قال فضحك الرشيد، وقال الخرج يا اسحق فقد حركتني هذه الماجنة، ثم قام وأخذ بيدها وخلا بها.
حكاية: قيل انقطع عبد الملك بن مروان عن أصحابه فانتهى إلى أعرابي، فقال أتعرف عبد الملك بن مروان؟ قال نعم جائر فاجر قال ويحك أنا عبد الملك بن مروان قال لا حياك الله ولا قربك أكلت مال الله وضيعت حرمته قال ويحك أنا أضر وأنفع قال لا رزقني الله نفعك ولا دفع عني ضررك، فلما وصلت خيله إليه قال يا أمير المؤمنين اكتم ما كان بيني وبينك فالمجالس بالأمانة فضحك عبد الملك وأنعم عليه.
حكاية: قيل إن أعرابيًا ولي البحرين فجمع اليهود، وقال ما صنعتم بعيسى بن مريم ﵇ قالوا قتلنا. قال والله لا تخرجوا من السجن حتى تؤدوا ديته، فما خرجوا حتى أخذ منهم الدية كاملة.
حكاية: قيل أهدى أبو جعفر محمد بن علي البحتري
1 / 48