كان هناك وقد أصبح صاحب الدكان بعدما مات الأب.
ولكنه لم يكن وحده.
أمام الدكان كانت فتاة في الثامنة عشرة ربما، أو أقل؛ فقد كانت لا تزال محتارة كيف تلف الملاءة بإتقان حول جسدها.
وكان يساومها على تصليح البوتاجاز.
مساومة ذات معان، تبدأ من «الفونية» إلى المفتاح، والفرن ونار الفرن.
والفتاة تضحك، وهو يبتسم.
وفجأة نظرت إليه من جديد.
نظرة، وكأنها ثاني مرة تراه فيها بعد المرة الأولى، المرة الأولى.
كان إنسانا آخر تماما، كانت قد أصبحت له ذقن غزيرة غير حليقة نابتة وسوداء كثة، وكان صوته قد غلظ وضحكته قد أصبحت رجالية خشنة، صوت له إرادة، ونظراته لم تعد تستقبل العالم وتدهش له، أصبحت فقط تراه لتحدد مسارها فيه لا غير.
لقد أصبح رجلا كبيرا، هذا واضح.
نامعلوم صفحہ