158

میسر فی شرح مصابیح السنہ

الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي

تحقیق کنندہ

د. عبد الحميد هنداوي

ناشر

مكتبة نزار مصطفى الباز

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ

اصناف

[٣٩٩] ومنه: قوله ﷺ في حديث أبي قتادة- ﵁ (فإن الله تعالى قال: ﴿وأقم الصلاة لذكرى﴾.
هذه الآية- وإن كانت محتملة لوجوه كثيرة من التأويل [٦٦/أ]؛ فإن العدول عن سائرها إلى الوجه الذي يطابق معنى الحديث لازم؛ لأنه حديث صحيح، وقد روى- أيضا- في (الصحيحين)، عن أنس وأبي هريرة ﵄، وفيه: (فليصلها إذا ذكرها)؛ فإن الله يقول: ﴿وأقم الصلاة لذكرى﴾.
وعلى ذوي الأقاويل- في التفسير والتأويل- أن ينتهوا إلى المعنى الذي أشار إليه صاحب التنزيل ﷺ، فنقول، وبالله التوفيق:
معنى قوله تعالى ﴿وأقم الصلاة لذكرى﴾ أي: لذكر الصلاة؛ لأنه إذا ذكر الصلاة، فقد ذكر الله، أو يكون المضاف قد حذف منه، والتقدير: لذكر صلاتي، وأضاف الذكر إلى نفسه إضافة تعظيم وخصوصية وإن كان الذكر والنسيان- في الحقيقة- من الله تعالى.
ومما يؤيد هذه الوجوه: قراءة من قرأ: ﴿أقم الصلاة للذكرى﴾، وقد ذكر مسلم في (كتابه): أن ابن شهاب كان يقرؤها: ﴿للذكرى﴾.
قلت: وهو الراوي لهذا الحديث في (كتاب مسلم)، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. وقد ذكر أبو عبد الرحمن النسائي في كتابه: أن ابن شهاب الزهري روى عن سعيد بن المسيب: ﴿وأقم الصلاة لذكرى﴾، فقيل له: أكان سعيد بن المسيب يقرؤها كذلك؟ قال: نعم.
وهذه الوجوه كلها راجعة إلى معنى واحد، وهو أن المراد منه: أقم الصلاة لذكرها؛ ليطابق قوله ﷺ: (فليصلها إذا ذكرها) أي: إذا ذكر الصلاة، واللام في قوله: ﴿لذكرى﴾ أي: لأوقات ذكرى، ومثله قوله ﷺ في حديث أبي ذر- ﵁: (صل الصلاة لوقتها)؛ وذلك مثل قول القائل: جئتك لعشر مضين من شعبان.
(ومن الحسان)
[٤٠٠] قوله ﷺ في حديث علي- ﵁: (الصلاة إذا أتت ....).

1 / 185