يتوسل بالبصر، وفي
sound
يتوسل بالسمع، وكلاهما من الحواس الأساسية، وعادة ما يبدأ الإنجليز بذكر البصر حين يقترن بالسمع، بخلاف العربية؛ فالله هو السميع البصير، وقد وهبنا السمع والبصر، فيقولون
The sights and sounds ؛ أي ما نراه وما نسمعه، أو المناظر والأصوات، ولما كان التعبير الافتتاحي في المثال 27 ألفاظا مقتطفة من حديث أدلى به أحد المسئولين الحكوميين، فإن الفعل المناسب له هو
sound ، نسبة إلى وقع الألفاظ على السمع ودلالاتها التي تحولت في الترجمة إلى «ينم عن» (والبعض يفضل «ينم على» ولكن الحرفين صحيحان، قال الشاعر: الصب تفضحه عيونه وتنم عن وجد شئونه)، فإذا رجعت إلى معنى «ينم» رأيت المعجم يقول: «نم الحديث نما: ظهر، ونم الشيء انتشرت رائحته.» كما ستجد أنه يقول إن «النميم (هو): الصوت الخفي من حركة شيء أو وطء قدم.» وهكذا فإن الترجمة تنقل المعنى عينه، وإذا شاء المترجم أن يقنع بالفعل القديم «يبدو» ما لامه أحد. (2-13-11) والعقبة الثالثة هو التعبير
a little bit too ...
ومعناه الحرفي «ما زاد عن الحد قليلا»، وهذا يسير ولا صعوبة فيه، ولكن مكمن الصعوبة هو وصف السياسات (أو الأهداف) بأنها «طموحة»، وهو استعمال مجازي شاع في العربية، ويسمى بالإنجليزية
transferred epithet ؛ أي نقل الصفة من الإنسان إلى الشيء، بل لقد أصبحنا نقول إنه يقرأ كتابا غبيا ترجمة للتعبير الإنجليزي
he is reading a stupid book ، بمعنى أن الكتاب ينم عن غباء كاتبه، ومن هنا فسر المترجم هذا التعبير المجازي بأن هذا الزعم من جانب الحكومة ينم عن طموح قائله أو طموح الحاكمين الذين يمثلهم ذلك المتحدث، ولا يعني ذلك حرمان المترجم من استعمال التعبير المجازي نفسه، فلقد شاع ولم يعد يمثل صعوبة أو غرابة. (3-13-11) وأخيرا تواجهنا كلمة
considering ، وهي اسم فاعل لا فاعل له، وكثيرا ما يترجمها المحترفون بتعبير «نظرا ل» (بل «وبالنظر إلى»)، وأنا أفضل إيجاد فاعل، على الرغم من عدم إضافة شيء إلى المعنى، ويتكرر ذلك في تعبير «فتور الموقف» أو الفتور في المواجهة؛ فالمعنى المضمر هو فتور موقف الحكومة؛ أي عدم حماسها للتصدي للمشكلة، ولكن الترجمة هنا لا تأتي بفاعل بسبب غموض الفاعل المفترض (supposed/putative) ، فقد لا يكون الفتور منسوبا إلى السلطة التنفيذية، بل إلى الشعب أو إلى الشعب والحكومة جميعا. (4-13-11) ونعود إلى ترجمة الصفة بصيغة النسبة أو الإضافة، فإذا كانت
نامعلوم صفحہ