مرشد واجز
المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
تحقیق کنندہ
طيار آلتي قولاج
ناشر
دار صادر
پبلشر کا مقام
بيروت
وقال حماد بن سلمة (١): كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
فقد اتضح بما ذكرناه معنى ما فعله كل واحد من الإمامين أبي بكر وعثمان ﵄، وتبين أن قصد كل واحد منهما غير قصد الآخر، فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرًا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي ﷺ، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ على ما سيأتي شرحه.
وذكر أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع" عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر أول من جمع القرآن في المصاحف، وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد (٢) .
وقد عبر الشيخ أبو القاسم [٢٦ و] الشاطبي ﵀ عما فعله الإمامان بأبيات من جملة قصيدته المسماة بـ"العقلية" في بيان رسم المصحف، أخبرنا بها عنه شيخنا أبو الحسن وغيره فقال ﵀:
واعلم بأن كتاب الله خص بما ... تاه البرية عن إتيانه ظهرا
أي متظاهرين، ثم قال بعد أبيات:
_________
(١) هو حماد بن سلمة بن دينار، أبو سلمة البصري، مفتي أهل البصرة وأحد رجال الحديث، توفي سنة ١٦٧هـ "ميزان الاعتدال ١/ ٢٧٧، تهذيب التهذيب ٣/ ١١".
(٢) المقنع ص٨.
1 / 71