وما أظن أحدا يجرؤ على القول بتفضيلهم في علم أو عمل على أئمتنا، وهم أئمة العترة الطاهرة وسفن نجاة الأمة، وباب حطتها، وأمانها من الاختلاف في الدين، وأعلام هدايتها، وثقل رسول الله، وبقيته في أمته، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم (1) لكنها السياسة، وما أدراك ما اقتضت في صدر الإسلام.
والعجب من قولكم أن السلف الصالح دانوا بتلك المذاهب، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها، واتفقوا على التعبد بها في كل عصر ومصر، كأنكم لا تعلمون بأن الخلف والسلف الصالحين من شيعة آل محمد وهم نصف المسلمين في المعنى إما دانوا بمذهب الأئمة من ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يجدوا عنه حولا، وأنهم على ذلك من عهد علي وفاطمة إلى الآن، حيث لم يكن الأشعري ولا واحد من أئمة المذاهب الأربعة ولا آباؤهم، كما لا يخفى. 3 على أن أهل القرون الثلاثة مطلقا لم يدينوا بشيء من تلك المذاهب أصلا، وأين كانت تلك المذاهب عن القرون الثلاثة؟ وهي خير تلك القرون وقد ولد الأشعري سنة سبعين ومئتين، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاثمئة (2) وابن حنبل ولد سنة أربع وستين ومئة، وتوفي سنة أحدى وأربعين ومئتين (3) والشافعي ولد سنة خمسين ومئة، وتوفي سنة مئتين وأربع (4) وولد مالك سنة خمس *** 16 )
صفحہ 15