مقفا
المقفى الكبير
تحقیق کنندہ
محمد اليعلاوي
ناشر
دار الغرب الاسلامي
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
پبلشر کا مقام
بيروت - لبنان
اصناف
تراجم و طبقات
وقال ضمرة بن ربيعة: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: أخاف أن لا يكون لي أجر في تركي أطايب الطعام، لأنّي لا أشتهيه- وكان إذا جلس على سفرة فيها طعام طيّب رمى بما وقع بين يديه إلى أصحابه وأكل هو الخبز والزيتون.
وقال أبو حفص العسقلانيّ: شهدت إبراهيم ابن أدهم، فدعاه رجل من أصحابه قد تزوّج.
فجلس بيني وبينه رجل. ثمّ أتينا بقصعة ثريد ولحم. فرأيت إبراهيم يأكل الثريد ولا يأكل اللحم- بلغني أنّه كان يفعل هذا إذا كان في الطعام قلّة، يبقي على أصحابه.
وقال لإبراهيم بن أدهم: تريد تدعو؟ كل الحلال وادع بما شئت!
وقال لإبراهيم السائح: يا أبا إسحاق، اعبد الله سرّا حتّى تخرج على الناس يوم القيامة كمينا (١).
وقال حذيفة المرعشيّ: قدم شقيق البلخي مكّة، وإبراهيم بن أدهم بمكّة. فاجتمع الناس فقالوا: نجمع بينهما. فجمعوا بينهما في المسجد الحرام. فقال إبراهيم لشقيق: يا شقيق، على م أصّلتم أصولكم؟
فقال: إنّا أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا أكلنا، وإذا منعنا صبرنا.
فقال إبراهيم: هكذا كلاب بلخ: إذا رزقت أكلت، وإذا منعت صبرت.
فقال شقيق: على م أصّلتم أصولكم يا أبا إسحاق؟
قال: أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا آثرنا، وإذا منعنا حمدنا وشكرنا.
فقام شقيق، وجلس بين يديه وقال: أنت أستاذنا.
وقال إبراهيم بن بشّار: قلت لإبراهيم بن أدهم: أمرّ اليوم أعمل في الطين.
فقال: يا ابن بشّار، إنّك طالب ومطلوب، يطلبك من لا تفوته وتطلب ما قد كفيته، كأنّك بما غاب [عنك] قد كشف لك، وما قد كنت فيه قد نقلت عنه. يا ابن بشار، كأنك لم تر حريصا محروما، ولا ذا فاقة مرزوقا.
ثمّ قال: ما لك حيلة؟
فقلت: لي عند البقّال دانق.
قال: عزّ عليّ بك: تملك دانقا، وتطلب العمل؟
وسمعته يقول: قلّة الحرص والطمع تورث الصدق والورع. وكثرة الحرص والطمع تكثر الهمّ والجزع.
وقال: إنّ الناس يريدون منّا أن نقبل منهم. ولو قبلنا منهم الأقلّ ما أعطونا، ولأسرع ما ملّونا.
وقال له رجل: إنّي أريد أن أواسيك من مالي.
قال: وكم تملك؟
قال: مائة ألف.
قال: وأنت في طلب غيره؟
قال: نعم.
قال: لا حاجة لي إلى ذلك. أنت فقير، إنّا لم نؤمر أن نأخذ من الفقراء شيئا.
وقال له رجل: أحبّ أن تقبل منّي هذه الجبّة كسوة فتلبسها.
قال: إن كنت غنيّا قبلتها منك، وإن كنت فقيرا لم أقبلها منك.
_________
(١) كمين: على وزن أمير، وهو الدّاخل في الأمر لا يفطن له.
وكذلك الكمين في الحرب، والمعنى هنا: لا تتظاهر بالتعبّد وأكتمه تواضعا.
1 / 42