والمألوف المتعود وإنما أعذر سارق هذه الألفاظ المتداولة والمعاني المتناولة إذا زاد في معناها أو تملح في ألفاظها كقول ابن المعتز في صفة القد:
يا غُصنًا إنْ هزَّهُ مَشيهُ ... خَشِيتُ أنْ يَسْقُطَ رُمَّانُهُ
هذه الخشية من سقوط رمان الغصن وجمعه في البيت تشبيه الثدي والقد من أملح كلام وكقوله في تشبيه الوجه بالبدر:
مَوْسومةٌ بالحُسن مَعْشوقةٌ ... تُميت من شاءت وتُحييهِ
باتَ يُرِينِيها هِلالُ الدّجَى ... حَتَّى إذا غابَ أرتنيهِ
فهذا كلام وإن كانت فائدته فائدة قوله: وجهها مثل البدر فترتيب كلامه في) أ (بياته كل واحد منهما عن صاحبه في عينيه مليح جدًا كقول ابن الرومي:
يا طيبَ ريقَ بَاتَ بدر الدُ ... جَى لمحة بَيْن ثَنَاياكا
يَروي ولا ينهال عنْ شُرْبه ... والماءُ يُرويكَ ويَنْهاكَا
أنظر كيف قرن تشبيه الريق بالماء بلفظ مليح صار به المألوف غريبًا والمبتذل عجيبًا هذا وما أشبهه من الألفاظ المتداولة والأبيات الفارغة. فإذا رأيتني