وإن كان الأخير يحتمل لفائدته في المعنى، واللَّه أعلم.
وبالمثل، فإن اسم المؤلف الأخير غير متفق على ضبطه، فالبعض يكتبه الآدمي بالمد، والبعض الآخر يكتبه الأَدَمي بالهمز، وهل يكون النطق بفتح الدال أم بسكونها أم بكسرها، كل ذلك غير ظاهر. وسيظهر لنا لاحقًا رسم اسمه وضبطه عند الحديث عن مكانته العلمية. والذي يراه الباحث أن نطقه بتحريك الهمزة والدال أنسب كما في "الدر المنضد"، وقد تأكد لنا ذلك فيما تم مناقشته آنفًا في هذه المسألة فيما ذكر في تاريخ ابن قاضي شهبة (١) وغيره.
وقال السمعاني في الأنساب: "الأَدَمي، نسبة إلى بيع الأَدَم وهو باطن الجلد" (٢).
وبالمثل فإن نطق اسمه بسكون الدال مع فتح الهمزة وارد ومناسب أيضًا لورود ذلك في تراجم لأسماء تتشابه معه، وقرأه العلَّامة ابن عقيل (٣) -حفظه اللَّه- بضمّ الهمزة.
مكانة صاحب المنوَّر في المذهب:
للعلامة أحمد بن محمد الأدمي مكانة جليلة بين علماء المذهب، ويكفيه جلالة وقدرًا أنه لا تكاد تخلو صفحة من صفحات "الإِنصاف" من ذكر أحد كتابيه: "المنوَّر" أو "المنتخب" أو هما معًا، حيث يرجع إليهما كثيرًا في ترجيحات المذهب.
_________
(١) انظر: "تاريخ ابن قاضي شهبة"، المجلد الثاني، الجزء الأول، ص ٦٥٩، تحقيق: عدنان درويش.
(٢) انظر: السمعاني "الأنساب"، ص ٢٣، واللباب (١/ ٢٩).
(٣) هو العلّامة الفقيه القاضي شيخنا عبد اللَّه بن عبد العزيز العقيل، من أبرز تلاميذ العلّامة عبد الرحمن السعدي، وُلد في عنيزة عام ١٣٣٥ هـ، وكان رئيسًا للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الذي رأسه العلامة عبد اللَّه بن حميد في السعودية.
1 / 36