وقد بدأت النكرزة منذ الآن، فالجريدة التي روت هذه البشرى ختمت كلمتها بقولها:
على هذا يتوازن شاطئ بيروت بدارتين: دارة السعديات في الجنوب، ودارة الكسليك في الشمال (كذا).
14 / 9 / 1956م
ثلاث أزمات تنتظرنا
أزمة المعلمين، وأزمة المنهاج، وأزمة أصحاب المدارس؛ ولذلك نحن قادمون على عام دراسي أهوج، وسنة سوداء، والكتاب يقرأ من عنوانه.
أما بدأ أصحاب المدارس يرغون ويزبدون، والمعلمون يزمجرون ويتوعدون، والتلاميذ ينتظرون إضرابات واسعة النطاق تبشرهم بالراحة، ثم لا يفيقون من غمرتهم إلا في نوار، ولا ينصرم حزيران حتى نسمع البكاء وصريف الأسنان؟
التلاميذ متبرمون بمناهجهم، وخصوصا منهاج البكالوريا، وسنعالج هذا الموضوع عجالى، ألا تسمع كل يوم من يبشرك بانقضاء زيارته لك بقوله: حديثك لا يمل.
حقا إن حديث المدرسة لا يمل؛ لأنه حديث الذرية، والذرية هي الخلود الملموس، وإن يكن بلزاك قال بلسان بطل روايته «الأب غوريو»: «أنا لست أريد الخلود بالمزلوم ...» والمزلوم في لغة الزراعة هو قطعة من قضيب تلقح به الأشجار، أو يغرس لتخرج منه غرسة جديدة من نوعه.
لست أعالج الآن غير أزمة المنهاج، أما أزمة المدارس المستحكمة المستعصية التي لا مثيل لها في القاهرة ودمشق وبغداد، فالجواب الصريح على تساؤل الأستاذ أسعد عقل هو أن في تلك العواصم لا تعادل بين الفرقاء، هناك أكثرية ساحقة وأقلية، طبعا، مسحوقة، والكلمة للحكام وليست لرؤساء الأديان.
فالميزانية في تلك الدول التي ذكرها الأستاذ ليست للاقتسام، وليست لتنازع البقاء؛ فهل سمعنا أن أحدا هناك يقول: حصتنا في الميزانية أقل مما يحق لنا؟
نامعلوم صفحہ