هذا حساب إميل مارون عبود صفيناه الآن، كما صفينا منذ أسبوع واحد حساب السيد مارون نصر من كفر شيما.
كتب إلي بتاريخ 20 / 10 / 1954م ما يلي:
أستاذي
تحية واحتراما وبعد، فإنني أشكر القدر الذي جعلني أكتب إلى أديب كبير نظيركم، أنا مارون نصر شاعر أغنية، أنظم الشعر الغنائي للمطربين والمطربات. وقد سجل لي أحدهم في الإذاعة السورية أخيرا ثلاث مقطوعات من تأليفي، كان نصيبي منها مبلغ إحدى وأربعين ليرة و85 غرشا، ولما حضرت البارحة إلى الإذاعة السورية لاستلام المبلغ قيل لي: إنهم أرسلوه إلى الإذاعة اللبنانية ضمن رسالة كتب عليها خطأ السيد مارون عبود، وقد رأيت الرسالة اليوم في الإذاعة اللبنانية، فأوعزت إلى ساعي البريد أن يرسلها إليكم إلى عالية، بعد أن حصلت على عنوانكم، وسأحضر في هذين اليومين لاستلامها من حضرتكم ... إلخ.
وحضر السيد مارون نصر واستلم الرسالة من سميه مارون «الترانزيت» ...
وفي هذين اليومين حضر موزع البريد ومعه مكتوب مسجل ظنه لي، فأرشدته إلى طريق الصواب.
ومنذ سنوات، كتبت إحدى الصحف أنني كنت من المدعوين مع زوجتي إلى العشاء في القصر، فظن أحدهم أنني تزوجت حديثا، فكتب إلي يهنئني، فبعثت إليه ببطاقة كتبت عليها: إذا لم يكن «صحيح» ففأل مليح.
ومرات عديدة تلقيت رسائل معنونة باسمي، منها ما عرفت أصحابها فبعثت بها إليهم، ومنها ما لم أهتد إلى أصحابها فرميتها في السلة.
والخبر الأعظم الأخير هو هذا: منذ سنتين (تقريبا)، ألصق على جدران بيروت نعي مارون عبود، فقرأه الصديق الأستاذ يوسف يزبك، فأسف للخسارة الفادحة، وراح يعزي كل من رآه في طريقه من معارفي إلى أن التقى بعد قليل صديقي الشيخ فؤاد حبيش، وزف إليه الخبر الأسود؛ فتعجب الشيخ كيف أموت ولا يعرف، أو ولا أخبره - كما عبر هو حين وصف لي كيف تلقى نعيي.
وفي مساء يوم دفن مارون عبود، دخل ابن رفيقي في الصف الدكتور يوسف سلامة على أبيه وقال له: صاحبك مارون عبود مات، فوجم الدكتور، وطلب أن يطلع على الجريدة التي قرأ فيها ابنه النبأ المشئوم، ولما عاينها قال له: لا يا بني؛ هذا غيره.
نامعلوم صفحہ