فإنه أخذه من قول أبي النجم
( كطلعة الأشمط من كسائه )
ولكنه رزق في شعره أن سار وحمله الناس وقدمه أهل مصره وإن له على ذلك لاشياء حسانا لا يدفعها ولا يطرحها إلا جاهل بالكلام أو حاسد
وان مما استجيد له قوله
( وما الناس إلا هالك وابن هالك
وذو نسب في الهالكين عريق )
وقوله في الخمر
( صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
لو مسها حجر مسته سراء )
وقوله أيضا
( إذا عب فيها شارب القوم خلته
يقبل في داج من الليل كوكبا )
قال أبو عبد الله أحمد بن صالح بن أبي فنن
كان أبو بحر عبد الرحمن بن أبي الهداد شاعرا مجيدا وكان لا يكاد يقول شيئا الا نسب لأبي نواس وكذلك الحسين بن الضحاك وقد غلب على كثير من شعرهما
فمما هو لأبي بحر وقد نسب إلى أبي نواس
( وشاطر ماجن الشمائل قد
خالط منه المجون تخنيثا )
صفحہ 57