( 3 ) : ذكر المؤرخون أنه كان بتيهرت مركز الإمامة مكتبة كبرى تسمى ( المعصومة ) تحتوي على مئات الآلاف من الكتب في مختلف العلوم أضرم النار فيها السفان الحجاني أحد قواد الدولة الفاطمية عند دخوله العاصمة الرستمية . وقد فعل هؤلاء فعلتهم هاته في كل عاصمة احتلوها من عواصم الشمال الأفريقي . وبمدينة شروس توجد مكتبة كبرى أيضا تحمل اسم ( المكتبة النفوسية ) بها أيضا عشرات الألوف من الكتب العلمية النفيسة . وقد سمعت بأذني عند زيارتنا لآثار وأنقاض هذه المدينة من خالنا المرحوم العلامة سليمان باشا الباروني المجاهد الإسلامي الشهير بأنه يوجد فيما مضى بهذه المكتبة نحو ثلاثين ألف مجلد في فن واحد كان أحد العلماء الأعلام قد تفرغ لها مدة طويلة للبحث عن مسألة أشكلت عليه فظفر بها من بين صفحات بهذه الآلاف المجلدة التي طالعها كلها ولم يستفد منها جديدا سوى خمس مسائل . قال عنها أنه يمكنه أن يتعرف الحكم الشرعي فيها اجتهادا ولو لم يجدها مدونة . وكان القضاء عليها وعلى مكتبة مدينة جادو الشهيرة على يد بني سليم وهلال في غاراتهم الشعواء على الشمال الأفريقي بإغراء وتشجيع الفاطميين انتقاما منهم من النفوسيين الذين أبوا الخضوع لسلطانهم إلى ما بعد هذه الغارة ، وانتقاما من بني باديس أمراء تونس وموريطانيا إذ خلعوا طاعتهم واستبدلوها بطاعة العباسيين تفضيلا وإيثارا لهم على الفاطميين الشيعة .
صفحہ 91