خلافة علي بن أبي طالب الهاشمي بعد موت عثمان بويع بالخلافة الامام علي صهر النبي وابن عمه . بايعه فيمن بايع طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام . ثم نكثا ما بعنقهما من البيعة واستنفرا معهما السيدة عائشة بنت أبي بكر .فحاربهم علي وقهرهم في واقعة الجمل المشهورة . وفيها قتل طلحة والزبير وألوف من الطرفين . وأما السيدة عائشة فقد تابت من عملها بعد ذلك وندمت أشد الندم خصوصا لما أخبروها بأنها مرت يومئذ على ماء الحوأب الذي أخبرها الرسول بأن احدى نسائه ستنبحها كلابه وهي متلبسة بمعصية .ثم وجه فكره إلى حرب معاوية بن أبي سفيان حاكم الشام فحاربه . وأشد الوقائع هولا وبلاء وقعة صفين التي مات فيها من المسلمين عشرات الألوف . وكادت الدوائر تدور على معاوية لولا دهاؤه ودهاء عمرو بن العاص مستشاره إذ دبرا ما أوقع التفرقة في صفوف المسلمين من رفع المصاحف ( إشارة إلى تحكيم المصحف الشريف ) فانطلت الحيلة ونفذت المكيدة وتفرق رأي قوم علي : فمن قائل إن هذه حيلة يريدون بها أن يفرقوا كلمتكم ويلقوا الفتنة بين صفوفكم فامضوا على حقكم وواصلوا القتال حتى يتم لكم النصر ، ومن هؤلاء أصحاب عبدالله بن وهب الراسبي . ومن قائل أن القوم يريدون السلم وحقن الدماء بين المسلمين إذ جعلوا كتاب الله بيننا وبينهم ، فلا بد من توقيف القتال لنقف على حقيقة الحال ونفتح باب المفاوضة معهم . فتغلب هذا الرأي وعين الطرفين حكمين أبا موسى الأشعري عن علي وعمرو بن العاص عن معاوية ، وبعد جدال عنيف ومذكرات سرية طويلة اتفق الطرفان على عزل معاوية وعلي ورد الأمر إلى من ينتخبه المسلمون بعد . فكان باطن أبي موسى في ذلك كظاهره . ولكن عمرا كان يظهر خلاف ما يبطن . فأعلن الأشعري عزل علي ومعاوية لأنه هو القائم أولا بتقديم زميله إياه .. وأما عمرو فلما قام أعلن موافقته أبا موسى الأشعري في عزله عليا وأثبت صاحبه معاوية .
صفحہ 19